Muristek
المرأة .. عطاء لا يتوقف – علي ضياء الدين
تمنح المرأةُ العالمَ أكثر من شعلة نور لم تنطفيء يوماً رغم ما تعرضت له ولا زالت تتعرض له من إصرار الثقافة الذكورية وحتى(الحريمية) على تهميشها وإختزال إنسانيتها الى مجرد تابع وملحق وحامل متعة سلبي. إن قصة المرأة منذ أن سيطر الرجل بقوة عضلاته على مشهد الحياة هي قصة الإستعباد والإستغلال والسلوك المتوحش والغرور الطائش. لقد أحكم الرجل قبضته الخانقة على العلاقات الإجتماعية في وقت كانت فيه المرأة تعمل وتكد وتجاهد كي تجعل الحياة على الأرض ممكنة وكي تضفي عليها معنى وغاية. في مقابل الرجل الذي لم يمنح العالم سوى الحرب والعنف والقسر منحته المرأة الأمومة والجمال وأضفت عليه معنى. كان الرجل يأخذ دائماً ولا يعطي إلا القليل وهو يمن حتى بهذا القليل بينما كانت المرأة تمنح دائماً ولا تمن بما تمنح. عندما يتحدث أي منا عن المرأة عليه ان يضع صورة أمه أمام العين. تعمل الأمم المرأة، على مدار اليوم كله بصمت ورضا وبلا ضجيج أوصراخ سواء في البيت أو خارجه. المسؤوليات التي تضطلع بها المرأة، لو إستفتينا الضمير، هي مسؤوليات تتعب منها الجبال لكنها تتحملها راضية وفخورة ولهذا فإنها تستحق في كل يوم جائزة. تقاتل المرأة على أكثر من جبهة من أجل الحفاظ على بيتها ومن أجل توفير أكبر قدر من التآلف والإنسجام والتوازن بين افراد عائلتها. حياة البيت هي رسالة المرأة التي تكرس كل حياتها من أجل الإيفاء بها على أكمل وجه. لكنها، ومع كل هذه التضحيات، تجد نفسها على الهامش دائماً بقرار من الرجل. لكن هذه المعادلة غير المتوازنة يجب أن تتفكك ويعاد تشكيل معادلة جديدة قائمة على التكافؤ وعلى التكاملية في الأدوار. الطريق طويل لكن يجب السير فيه بلا تردد أو تراجع فمسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.