Breaking News >> News >> Azzaman


مبادرة التنمية العالمية تضخ قوة دافعة جديدة  للتعاون في العالم – جيان فانغنينغ


Link [2022-03-08 23:33:35]



مبادرة التنمية العالمية تضخ قوة دافعة جديدة  للتعاون في العالم – جيان فانغنينغ

ابتلع الانتكاس المتكرر لجائحة فيروس كورونا المستجد العالمية إنجازات عمل مكافحة الفقر في العالم التي تحققت خلال السنوات العشر المنصرمة. وشدد عدم التوازن في تعافي الاقتصاد العالمي عدمَ المساواة في العالم، وألحق أضرارا باهظة بالدول النامية. كما تواجه أجندة 2030 للتنمية المستدامة تحديات خطيرة في تنفيذها. وعند تقاطع الطرق للتنمية العالمية، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ لأول مرة مبادرة التنمية العالمية في المناقشة العامة للدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2021 يدعو فيها المجتمع الدولي إلى الإسراع بتنفيذ أجندة 2030? والدفع بتحقيق تنمية عالمية أكثر قوة واخضرارا وصحة، وإقامة مجتمع مستقبل مشترك للبشرية.

تطرح مبادرة التنمية العالمية رؤى وخططا للتعاون في 8 مجالات ذات أولوية بما فيها مكافحة الفقر والأمن الغذائي ومكافحة الجائحة واللقاح والتمويل التنموي وتغير المناخ والتنمية الخضراء والتصنيع والاقتصاد الرقمي والترابط. وإن نواة الأفكار للمبادرة هي وضع الشعب فوق كل الاعتبارات، وأهم أهدافها هو دعم تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة. وسرعان ما لاقت هذه المبادرة استجابة وتأييدا من قبل الأمم المتحدة وقرابة 100 دولة لما لها من محتويات تلبي احتياجات كافة الأطراف. وفي شهر يناير العام الجاري، عقدت “مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية” أول جلسة لها في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، حيث اجتمع ممثلو أكثر من 100 دولة بما فيها العراق، و20 منظمة دولية تحت سقف واحد لبلورة توافق دولي أوسع لتنفيذ هذه المبادرة.

تنمية جديدة

يرى الجانب الصيني دائما أن التنمية المستدامة هي التنمية الجيدة، والتنمية للجميع هي التنمية الحقيقية. إننا على استعداد للعمل مع كافة الأطراف على تنفيذ المبادرة على أرض الواقع تدريجيا من الجوانب الأربعة التالية. أولا، المواءمة في المجالات ذات الأولوية. يجب التركيز على القضايا الأكثر إلحاحا التي تواجه الدول النامية في الوقت الحالي، خصوصا الدفع بالتعاون العملي في مجال مكافحة الفقر والأمن الغذائي والتعافي الاقتصادي والتوظيف والتدريب والتعليم والصحة والتنمية الخضراء وغيرها، بما يساهم في تحقيق الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة عام 2030 في موعدها المحدد. ثانيا، المواءمة بين احتياجات كافة الدول. يجب تبني روح الشراكة المتسمة بالانفتاح والاستيعاب، والتمسك بالتشاور والتعاون والمنفعة للجميع، والترحيب بالمشاركة المرنة لكافة الأطراف في هذه المبادرة بناء على احتياجاتها الواقعية أو مواردها المتميزة. ثالثا، المواءمة بين آليات التعاون. إننا على استعداد للتعاون يدا بيد مع جميع المنظمات الدولية والإقليمية التي ترغب في المشاركة خاصة منظومة الأمم المتحدة، والتنسيق مع الدول الجزرية الصغيرة والدول غير الساحلية والدول الأقل نموا من حيث العمليات التنموية من أجل رفع كفاءتها، بغية توظيف مزاياها وتضافر الجهود في العالم. رابعا، المواءمة مع الشركاء من كافة الأوساط. يجب الاهتمام بدور القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والخبراء والمؤسسات الفكرية ووسائل الإعلام في تنفيذ أجندة 2030? والترحيب بالمقترحات والتوصيات والمشاركة النشطة من قبل كافة الأطراف.

إن الإسراع بتنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة من التطلعات المشتركة لجميع دول العالم خاصة الدول النامية الغفيرة. وتحرص الصين على تعزيز التنسيق مع كافة الأطراف من حيث استراتيجيات التعاون التنموي عبر القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف ومنصة الأمم المتحدة، والدفع بالمواءمة بين العمليات التنموية لكافة الدول والأقاليم والآليات، وتعميق التعاون العملي في الـ8 مجالات ذات أولوية، بما يبلور جهودا مشتركة لتحقيق الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة للأمم المتحدة في موعدها المحدد. كما تعمل الصين على الوفاء بتعهداتها بتوفير 3 مليارات دولار إضافية ضمن السنوات الثلاث القادمة من أجل دعم الدول النامية لمكافحة الجائحة وإنعاش التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تعد مبادرة التنمية العالمية مبادرة مهمة أخرى طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ بعد مبادرة “الحزام والطريق”، وهي بمثابة “تعبئة مجددة” للتعاون التنموي في العالم، و”تأكيد مجدد” على مفهوم وضع الشعب فوق كل الاعتبارات الذي يعد جوهرا لحقوق الإنسان، وهي طرحت “خارطة طريق” لتضييق الفجوة بين الجنوب والشمال ومعالجة عدم التوازن في التنمية، وقدمت “مسرّعا” لدفع أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة أيضا. إن الصين والعراق صديقان حميمان يتبادلان الثقة لبعضهما البعض، وشريكان عزيزان للتعاون العملي. في الوقت الحالي، تعمل الحكومة العراقية بنشاط على دفع التنمية المستدامة وإنشاء اقتصاد أخضر. فيستعد الجانب الصيني لانتهاز الفرصة والمنصة المهمة التي تتيحها مبادرة التنمية العالمية في سبيل دعم التنمية وإعادة الإعمار في العراق بثبات، وتوطيد أسس التعاون الثنائي في مجال الطاقة، ومواصلة توسيع التعاون في مجالات الطاقة الجديدة والطاقة المتجددة والبنية التحتية وغيرها، بما يساعد العراق على التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين معيشة الشعب. كما يحرص الجانب الصيني على العمل مع الجانب العراقي من أجل تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة على نحو أكمل وأكثر توازنا، والمساهمة في التنمية العالمية، وبناء مجتمع المستقبل المشترك للتنمية العالمية.

{ القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى جمهورية العراق



Most Read

2024-09-23 09:37:27