فاتح عبدالسلام
حين حدثت كارثة التسرب الاشعاعي في انفجار مفاعل تيشرنوبيل الاوكراني العام ١٩٨٦، عبرت سحابة من الغبار النووي بلدانا عديدة ومنها العراق وسوريا وايران وتركيا ومصر، من دون ان تتحدث حكومات الدول عن الكارثة التي مرت فوق شعوبها، وحتى لو صارحت الشعب بما جرى فهي عاجزة عن فعل شيء وقائي وستزيد الهلع ليس اكثر. وساعد الحكومات في ذلك التعتيم ندرة تكنولوجيا الاعلام المتقدم وسيطرة اعلام الحكومات الذي لا يرينا الا ما نكون مجبرين على رؤيته.
الدول العربية ومنها العراق، فكرت في القمح قبل اي شيء آخر بالرغم من ان الاستيراد ليس كله حكرا على القمح الاوكراني او الروسي، ولكن اعتدنا على انّ البطون اول ما تنطق في بلداننا، وبرغم ذلك ليس لدينا استراتيجيات كبرى للاكتفاء من القمح الا ما ندر بالرغم من الأراضي الشاسعة والمياه بنسب متفاوتة وتكنولوجيا الزراعة والأموال .
سمعت ان هناك التفاتة نحو هاجس الاشعاع النووي المحتمل تسربه ما دامت المفاعلات الاوكرانية وسط مرمى القذائف والصواريخ. وهذا جيد من حيث المبدأ لكن العراق كان عليه ان يشتغل منذ سنوات بعيدة على توفير أساليب الوقاية من التسريبات النووية لاسيما انه قريبا من المفاعلات النووية التي هي محل توقعات الهجمات التدميرية طوال اكثر من عقد من الزمان، حتى لو كان ذلك مجرد دعاية إسرائيلية وامريكية ، فنحن أولى بوضع أسوأ الاحتمالات في حساباتنا، كدولة متعبة لا ينقصها هذا التهديد النووي العرضي الخارجي.
اهم ما يجب ان يلتفت اليه البلد هو وقاية مصادر المياه والحقول الزراعية والثروات الحيوانية، قدر الإمكان من خطر التلوث، طبعا والانسان قبل ذلك، وأخرتُ عن عمد ذكره انسجاما مع واقع حال اهتمام الحكومات به في كل الأوضاع والاوقات.
ومساقات الوقاية ليست عملية سهلة أو ممكنة التحقيق بالكامل ، لكن إجراءات الطوارئ توفر الحد الأدنى الممكن للتعامل مع مفاجآت الحوادث.
هل فكرنا في حفر مخازن و بنوك في الجبال او البراري لحماية النوع الزراعي من الانقراض، كما موجود في النرويج حيث اكبر بنك لحفظ الأنواع على الكوكب خوفا من ضربات نووية وكوارث تبيدها؟
كل الاحتمالات واردة، ولتنتهز الدولة فرصة ان لديها أموالاً وقادرة ان تتصرف بها الان ، ويكون من الواجب عليها ان تستشير الخبراء المحليين والدوليين لوضع برامج استراتيجية لحماية البلد.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
fatihabdulsalam@hotmail.com
2024-09-23 09:41:47