Breaking News >> News >> Azzaman


لو مرّت السحابة النووية فوقنا


Link [2022-03-08 03:33:02]



فاتح عبدالسلام

حين‭ ‬حدثت‭ ‬كارثة‭ ‬التسرب‭ ‬الاشعاعي‭ ‬في‭ ‬انفجار‭ ‬مفاعل‭ ‬تيشرنوبيل‭ ‬الاوكراني‭ ‬العام‭ ‬‮١٩٨٦‬،‭ ‬عبرت‭ ‬سحابة‭ ‬من‭ ‬الغبار‭ ‬النووي‭ ‬بلدانا‭ ‬عديدة‭ ‬ومنها‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬وايران‭ ‬وتركيا‭ ‬ومصر،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تتحدث‭ ‬حكومات‭ ‬الدول‭ ‬عن‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬فوق‭ ‬شعوبها،‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬صارحت‭ ‬الشعب‭ ‬بما‭ ‬جرى‭ ‬فهي‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬فعل‭ ‬شيء‭ ‬وقائي‭ ‬وستزيد‭ ‬الهلع‭ ‬ليس‭ ‬اكثر‭. ‬وساعد‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التعتيم‭ ‬ندرة‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الاعلام‭ ‬المتقدم‭ ‬وسيطرة‭ ‬اعلام‭ ‬الحكومات‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يرينا‭ ‬الا‭ ‬ما‭ ‬نكون‭ ‬مجبرين‭ ‬على‭ ‬رؤيته‭.‬

الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومنها‭ ‬العراق،‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬القمح‭ ‬قبل‭ ‬اي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬الاستيراد‭ ‬ليس‭ ‬كله‭ ‬حكرا‭ ‬على‭ ‬القمح‭ ‬الاوكراني‭ ‬او‭ ‬الروسي،‭ ‬ولكن‭ ‬اعتدنا‭ ‬على‭ ‬انّ‭ ‬البطون‭ ‬اول‭ ‬ما‭ ‬تنطق‭ ‬في‭ ‬بلداننا،‭ ‬وبرغم‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬استراتيجيات‭ ‬كبرى‭ ‬للاكتفاء‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬الا‭ ‬ما‭ ‬ندر‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الشاسعة‭ ‬والمياه‭ ‬بنسب‭ ‬متفاوتة‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬الزراعة‭ ‬والأموال‭ .‬

سمعت‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬التفاتة‭ ‬نحو‭ ‬هاجس‭ ‬الاشعاع‭ ‬النووي‭ ‬المحتمل‭ ‬تسربه‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬المفاعلات‭ ‬الاوكرانية‭ ‬وسط‭ ‬مرمى‭ ‬القذائف‭ ‬والصواريخ‭. ‬وهذا‭ ‬جيد‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المبدأ‭ ‬لكن‭ ‬العراق‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬ان‭ ‬يشتغل‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بعيدة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬أساليب‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬التسريبات‭ ‬النووية‭ ‬لاسيما‭ ‬انه‭ ‬قريبا‭ ‬من‭ ‬المفاعلات‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬محل‭ ‬توقعات‭ ‬الهجمات‭ ‬التدميرية‭ ‬طوال‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬مجرد‭ ‬دعاية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬وامريكية‭ ‬،‭ ‬فنحن‭ ‬أولى‭ ‬بوضع‭ ‬أسوأ‭ ‬الاحتمالات‭ ‬في‭ ‬حساباتنا،‭ ‬كدولة‭ ‬متعبة‭ ‬لا‭ ‬ينقصها‭ ‬هذا‭ ‬التهديد‭ ‬النووي‭ ‬العرضي‭ ‬الخارجي‭.‬

اهم‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يلتفت‭ ‬اليه‭ ‬البلد‭ ‬هو‭ ‬وقاية‭ ‬مصادر‭ ‬المياه‭ ‬والحقول‭ ‬الزراعية‭ ‬والثروات‭ ‬الحيوانية،‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬التلوث،‭ ‬طبعا‭ ‬والانسان‭ ‬قبل‭ ‬ذلك،‭ ‬وأخرتُ‭ ‬عن‭ ‬عمد‭ ‬ذكره‭ ‬انسجاما‭ ‬مع‭ ‬واقع‭ ‬حال‭ ‬اهتمام‭ ‬الحكومات‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوضاع‭ ‬والاوقات‭.‬

‭ ‬ومساقات‭ ‬الوقاية‭ ‬ليست‭ ‬عملية‭ ‬سهلة‭ ‬أو‭ ‬ممكنة‭ ‬التحقيق‭ ‬بالكامل‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬إجراءات‭ ‬الطوارئ‭ ‬توفر‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬الممكن‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مفاجآت‭ ‬الحوادث‭.‬

هل‭ ‬فكرنا‭ ‬في‭ ‬حفر‭ ‬مخازن‭ ‬و‭ ‬بنوك‭ ‬في‭ ‬الجبال‭ ‬او‭ ‬البراري‭ ‬لحماية‭ ‬النوع‭ ‬الزراعي‭ ‬من‭ ‬الانقراض،‭ ‬كما‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬النرويج‭ ‬حيث‭ ‬اكبر‭ ‬بنك‭ ‬لحفظ‭ ‬الأنواع‭ ‬على‭ ‬الكوكب‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬ضربات‭ ‬نووية‭ ‬وكوارث‭ ‬تبيدها؟

كل‭ ‬الاحتمالات‭ ‬واردة،‭ ‬ولتنتهز‭ ‬الدولة‭ ‬فرصة‭ ‬ان‭ ‬لديها‭ ‬أموالاً‭ ‬وقادرة‭ ‬ان‭ ‬تتصرف‭ ‬بها‭ ‬الان‭ ‬،‭ ‬ويكون‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬عليها‭ ‬ان‭ ‬تستشير‭ ‬الخبراء‭ ‬المحليين‭ ‬والدوليين‭ ‬لوضع‭ ‬برامج‭ ‬استراتيجية‭ ‬لحماية‭ ‬البلد‭.‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com



Most Read

2024-09-23 09:41:47