Breaking News >> News >> Azzaman


أحلامي الكروية البائسة-علي السوداني


Link [2022-03-08 03:33:02]



قلت‭ ‬لكم‭ ‬مرة‭ ‬إن‭ ‬أشهر‭ ‬مناماتي‭ ‬التي‭ ‬تشبه‭ ‬الجيثوم‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬القطة‭ ‬السوداء‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬ينفني‭ ‬أسبوع‭ ‬حتى‭ ‬أراها‭ ‬شاخصة‭ ‬قدامي‭ ‬،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬تصيبني‭ ‬بمقتل‭ ‬أقوم‭ ‬بأمر‭ ‬دماغي‭ ‬فأفزُّ‭ ‬من‭ ‬نومتي‭ ‬ملطخاً‭ ‬بعرق‭ ‬دبق‭ ‬ورعب‭ ‬مبين‭ .‬

أما‭ ‬الحلم‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬خاص‭ ‬بمعشوقتي‭ ‬الأبدية‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬،‭ ‬وهذه‭ ‬مثل‭ ‬القطة‭ ‬السوداء‭ ‬تأتيني‭ ‬قاسية‭ ‬ومهلكة‭ ‬وشامتة‭ .‬

يتكامل‭ ‬في‭ ‬نومي‭ ‬القلق‭ ‬دائماً‭ ‬نزول‭ ‬الفريقين‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬سبخاء‭ ‬،‭ ‬أما‭ ‬أنا‭ ‬فما‭ ‬زلت‭ ‬منشغلاً‭ ‬بالتفتيش‭ ‬عن‭ ‬حذائي‭ ‬الضائع‭ ‬حتى‭ ‬النهاية‭ . ‬

أنزل‭ ‬إلى‭ ‬الملعب‭ ‬حافياً‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬جورب‭ ‬مثقوب‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬الإبهام‭ ‬،‭ ‬فأتلقى‭ ‬كرة‭ ‬رائعة‭ ‬من‭ ‬صديق‭ ‬وعندما‭ ‬أحاول‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬فإنها‭ ‬تسيح‭ ‬من‭ ‬تحتي‭ ‬وتهرب‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬خط‭ ‬القانون‭ .‬

يرمي‭ ‬لي‭ ‬الرب‭ ‬كرة‭ ‬مدهشة‭ ‬أكون‭ ‬معها‭ ‬بمواجهة‭ ‬مرمى‭ ‬خالٍ‭ ‬من‭ ‬حارسه‭ ‬،‭ ‬فأخفق‭ ‬في‭ ‬ركلها‭ ‬وتسجيل‭ ‬هدف‭ ‬سهل‭ ‬وممكن‭ .‬

أحاول‭ ‬منع‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬فريق‭ ‬الخصوم‭ ‬من‭ ‬المرور‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬صنف‭ ‬الأغرار‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬واحدهم‭ ‬أين‭ ‬يقع‭ ‬طيز‭ ‬الكرة‭ ‬،‭ ‬لكنه‭ ‬يراوغني‭ ‬ويراقصني‭ ‬ويجعلني‭ ‬عاجزاً‭ ‬عن‭ ‬التفريق‭ ‬بين‭ ‬يميني‭ ‬وشمالي‭ ‬،‭ ‬ويمرر‭ ‬المستديرة‭ ‬المجنونة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬ساقيَّ‭ ‬السائبتين‭ ‬،‭ ‬وهنا‭ ‬سيكون‭ ‬بمستطاعي‭ ‬رؤية‭ ‬المتفرجين‭ ‬وهم‭ ‬يدسون‭ ‬أصابعهم‭ ‬بأفواههم‭ ‬ويعزفون‭ ‬مقطوعة‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬صفير‭ ‬المهانة‭ ‬العظيم‭ .‬

أعطش‭ ‬كأنني‭ ‬صبارة‭ ‬بصحراء‭ ‬فلا‭ ‬أجد‭ ‬قطرة‭ ‬أبلُّ‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬جوفي‭ ‬اليابس‭ ‬،‭ ‬وأنظر‭ ‬إلى‭ ‬صحبي‭ ‬وهم‭ ‬يحتسون‭ ‬العصائر‭ ‬والمياه‭ ‬وتدليك‭ ‬الطبيب‭ .‬

أجمع‭ ‬قوتي‭ ‬وأطير‭ ‬لقنص‭ ‬كرة‭ ‬عالية‭ ‬،‭ ‬فأفشل‭ ‬وأهبط‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬مثل‭ ‬واحد‭ ‬سقط‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬جبل‭ ‬ونسي‭ ‬قلبه‭ ‬هناك‭ .‬

أصير‭ ‬بمنزل‭ ‬مريح‭ ‬من‭ ‬حلق‭ ‬هدف‭ ‬الخصم‭ ‬،‭ ‬فيصفر‭ ‬الحكم‭ ‬الوغد‭ ‬ويرفع‭ ‬بوجهي‭ ‬راية‭ ‬التسلل‭ ‬الحمراء‭ ‬،‭ ‬بسبب‭ ‬دخول‭ ‬إضفر‭ ‬إصبعي‭ ‬الضخم‭ ‬إلى‭ ‬ساتر‭ ‬منطقة‭ ‬الحرام‭ ‬وأمان‭ ‬الحارس‭ .‬

البارحة‭ ‬فقط‭ ‬كنت‭ ‬تاماً‭ ‬وكاملاً‭ ‬وقوياً‭ ‬،‭ ‬ومع‭ ‬صافرة‭ ‬البدء‭ ‬إنطفأت‭ ‬إضاءة‭ ‬الساحة‭ ‬وتغطت‭ ‬بظلام‭ ‬مخيف‭ ‬لم‭ ‬أتبين‭ ‬منه‭ ‬سوى‭ ‬وجه‭ ‬تلك‭ ‬الهرة‭ ‬السوداء‭ ‬المهرهرة‭ ‬الحقيرة‭ .‬

يا‭ ‬لك‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬مبهجة‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬الحلم‭ ‬الجميل‭ !!‬



Most Read

2024-09-23 09:39:52