Muristek
بمستوى الحدث أم دونه؟ – فاضل ميراني
كلما عرضت ازمة واستعرت ثم مضت او استقرت و تفرعت، عاد السؤال الذي لا يجوز ان يتوارى لا عن بصيرة السلطة و لا عن بصيرة النخب المجتمعية التي يفترض انها ضمير البلاد: انحن بمستوى الحدث ام لا، اتداوي الازمات التصريحات التي لا غطاء عملياتي لها؟
هذه ازمة موسكو- كييڤ انسانية سياسية وقبل ذلك عسكرية، تكاد تلقي بثقل من اثقالها عندنا، فلا حرب في الكون بلا تأثير بعيد جغرافيا و اقتصاديا، فهل لنا ان نجرد حسابات نفهم منها مستوى استعدادنا لدرء الازمات؟
من هنا، و من هذه النقطة الحيوية دوما تبرز الحاجة لقوانين قابلة للتطبيق و لبرلمان يعي دوره و حكومة بمستوى المواكبة، و قبل ذلك الوعي السياسي الذي لا ينحصر تقييمه في البيانات و التغريدات التي لا تسمن و لا تغني من جوع.
يجمعنا اذار في العراق بذاكرة كِلنا بها من الشكاية و النقد و حملنا السلاح تحت عقيدة و شعارات ترفض التفرد و الممارسة التي سادت في النظام السابق الذي ادخل البلاد ورهن ماضيها و امتد تأثيره السيء حتى بعد زوال اغلب توجهاته لا كلها، وعليه نكون اول من نطالب انفسنا قبل ان يطالبنا الشعب بتنوعه، ان نكون بمستوى الحدث الداخلي، وفي الحديث عن الفطنة في الاداء الرسمي يطول الكلام و لا يختصر.
لم يجن فرد و لا جماعة من التصلب في الذي لا يستحق التصلب الا عنادا مذموما و انكسارا قريبا، ولن يجن التشدد و الابتعاد الى الوهم و مفارقة الحلول الواقعية الا مزيدا من الانفصام الذي تطارده صرخات القطاع الاكبر من الناس التي تبحث عن بديل يكرس من العدالة بمقدار ادعاءه بحرصه عليها و من السلام و الصلاح بما يناسب ما يصرح به عن حقيقة توجهه.
ان نكون بمستوى الحدث لا ان نكون دون المستوى هو امر حرصنا عليه في الحزب الديمقراطي الكردستاني وهو امر لا نتهم به غيرنا انهم يقصرون عن ذلك، غير ان الانتباه للتفريق بين حاجات المجتمع و الحاجات الخاصة لمن يتصدون لقيادة ذراع من اذرع التقسيم الطائفي و العرقي قد تولد حركة خاطئة تؤذي المجتمع، ويصدق هذا على كل مفصل في ادارة الدولة و التصرف بمقدرات تولد منها الحكومة الجديدة، و التي اهم ما فيها ان تولد حقيقية بمستوى الحال و المستقبل، لا ان تولد تحت هيمنة فكرة التفرد و التكاسر، فنحن لن نرضى التورط في تهمة هي ابعد من ان تصيبنا و اعني قلة الوعي.
{ سكرتير المكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكردستاني.