Breaking News >> News >> Azzaman


مصنع‭ ‬الأفكار‭..‬يبعث‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬أحلام‭ ‬مخترعين‭ ‬أردنيين‭ ‬


Link [2022-03-07 04:32:30]



ابتكارات‭ ‬سهلة‭ ‬وعملية‭ ‬لتطوير‭ ‬قطاعات‭ ‬الخدمات‭ ‬والترفيه

عمان‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬عندما‭ ‬اجتاحت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬العالم،‭ ‬فكّر‭ ‬مهندس‭ ‬الميكانيك‭ ‬الأردني‭ ‬صليبا‭ ‬طعيمة‭ ‬بالأسطح‭ ‬الملوثة‭ ‬التي‭ ‬يلمسها‭ ‬عدد‭ ‬ضخم‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يوميا،‭ ‬مثل‭ ‬درابزين‭ ‬السلالم‭ ‬الكهربائية‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬التجارية‭ ‬والمطارات‭ ‬ومحطات‭ ‬المترو،‭ ‬فقرّر‭ ‬صنع‭ ‬جهاز‭ ‬لتعقيمها‭ ‬يعمل‭ ‬بالأشعة‭ ‬فوق‭ ‬البفسجية‭.‬

لكن‭ ‬فكرته‭ ‬وأفكار‭ ‬مخترعين‭ ‬أردنيين‭ ‬آخرىن،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لتنجح‭ ‬وترى‭ ‬النور‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مساعدة‭ “‬مصنع‭ ‬الأفكار‭”‬،‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬بالإنكليزية‭ “‬تيك‭ ‬ووركس‭”‬،‭ ‬وهو‭ ‬مركز‭ ‬ومنصة‭ ‬ومحرك‭ ‬ابتكار‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬وإلهام‭ ‬وتمكين‭ ‬ودعم‭ ‬الصانعين‭ ‬والمبدعين‭ ‬والشباب‭ ‬الموهوبين‭. ‬أنشىء‭ ‬المركز‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬الملك‭ ‬حسين‭ ‬للأعمال‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬فروع‭ ‬كبريات‭ ‬شركات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العالمية،‭ ‬وهو‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬متطورة‭ ‬ويتبع‭ ‬لمؤسسة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الحسين‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الثاني،‭ ‬واستقبل‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬نحو‭ ‬مئة‭ ‬مخترع‭ ‬وشركة‭ ‬ناشئة‭ ‬لمساعدة‭ ‬أصحاب‭ ‬الاختراعات‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬النماذج‭ ‬الأولية‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬وبتكلفة‭ ‬منخفضة‭. ‬ويقول‭ ‬طعيمة‭ (‬39‭ ‬عاما‭) ‬إنه‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬اختراع‭ ‬جهاز‭ ‬التعقيم‭ ‬بعد‭ ‬نحو‭ ‬عامين‭ ‬وبعد‭ ‬نحو‭ ‬23‭ ‬محاولة‭ ‬وبمساعدة‭ ‬المركز‭ ‬الذي‭ “‬وفّر‭ ‬لي‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والإسناد‭ ‬والنصح‭ ‬والإرشاد‭”‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عدّل‭ ‬الجهاز‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬وصار‭ ‬أكبر‭ ‬حجما‭ ‬وأضيفت‭ ‬له‭ ‬شاشة‭. ‬ويضيف‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬يبنما‭ ‬يقف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الجهاز‭ “‬إنها‭ ‬آلة‭ ‬لتعقيم‭  ‬درابزين‭ ‬السلالم‭ ‬الكهربائية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬الفيروسات‭ ‬كفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬والبكتيريا‭ ‬وبمنتهى‭ ‬القوة‭ ‬والفاعلية‭”.  ‬بعد‭ ‬انتهائه‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬الجهاز،‭ ‬تراسل‭ ‬صليبا‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬عالمية‭ ‬عدة‭ ‬عارضا‭ ‬عليهم‭ ‬فكرته،‭ ‬فجاءه‭ ‬الجواب‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬ألمانية‭ ‬مختصة‭ ‬بالسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة‭ ‬اتفقت‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬الجهاز‭ ‬الذي‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ “‬بريجيد‭ ‬بوكس‭”‬،‭ ‬ويزن‭ ‬7‭,‬2‭ ‬كلغ‭ ‬ويثبت‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬دقيقة‭ ‬بشكل‭ ‬خارجي‭ ‬على‭ ‬المصاعد،‭ ‬وسيحصل‭ ‬بالمقابل‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الأرباح‭.‬

‭”‬بيئة‭ ‬إبداعية‭”‬

ووجد‭ ‬مخترعون‭ ‬آخرون‭ ‬طريقهم‭ ‬الى‭ ‬النجاح‭ ‬بمساعدة‭ ‬المركز‭. ‬فقد‭ ‬تمكّن‭ ‬طالب‭ ‬الثانوية‭ ‬زين‭ ‬أبو‭ ‬رمان‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬18‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬جهاز‭ ‬تعقّب‭ ‬للمرضى‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬وذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وهو‭ ‬جهاز‭ ‬يوضع‭ ‬في‭ ‬اليد‭ ‬كالساعة‭ ‬أو‭ ‬يوضع‭ ‬حول‭ ‬الرقبة‭ ‬كالقلادة‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ “‬أس‭ ‬بي‭ ‬اس‭ ‬ووتش‭” ‬وتعمل‭ ‬بطاريته‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ثمانية‭ ‬أيام‭ ‬متتالية‭ ‬وهو‭ ‬ضد‭ ‬الماء‭ ‬والحرارة‭ ‬والكسر‭.‬

ويقول‭ ‬أبو‭ ‬رمان‭ “‬بإمكان‭ ‬الجهاز‭ ‬إرسال‭ ‬تنبيهات‭ ‬إلى‭ ‬هاتف‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطبيق‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تعرّض‭ ‬الشخص‭ ‬للسقوط‭ ‬أو‭ ‬الأذى‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬ذهب‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المكان‭ ‬المحدّد‭ ‬له‭”. ‬ويضيف‭ ‬الشاب‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬لمدة‭ ‬عامين‭ ‬ونصف‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬الاختراع،‭ ‬أنه‭ ‬سعيد‭ ‬وفخور‭ ‬جدا‭ ‬بعدما‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬صينية‭ ‬للبدء‭ ‬بإنتاج‭ ‬الآلة‭.‬

‭ ‬وصمّمت‭ ‬شركة‭ “‬جرزي‭” ‬للتصميم‭ ‬الصناعي‭ ‬بمساعدة‭ ‬المركز،‭ ‬قابسا‭ ‬كهربائيا‭ ‬ذكيا‭ ‬يحمي‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬الصعقات‭ ‬الكهربائية‭.‬

ويقول‭ ‬عمر‭ ‬خضر‭ (‬26‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬مصمم‭ ‬صناعي‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬الشركة،‭ ‬إن‭ “‬لدى‭ ‬مصنع‭ ‬الأفكار‭ ‬أجهزة‭ ‬متقدمة‭ ‬ومهندسين‭ ‬وفنيين‭ ‬يساعدوننا‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬أفكارنا‭ ‬لمنتجات‭ ‬ناجحة‭”.‬

ولكن‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬أمام‭ ‬بعض‭ ‬المصممين،‭ ‬مثل‭ ‬المهندس‭ ‬المدني‭ ‬مالك‭ ‬نور‭ (‬32‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬طريق‭ ‬طويلة‭ ‬ومكلفة‭ ‬للتأكّد‭ ‬من‭ ‬أصالة‭ ‬منتجاتهم‭. ‬فقد‭ ‬صمم‭ ‬نور‭ ‬مثلث‭ “‬بيكلر‭”‬،‭ ‬وهي‭ ‬لعبة‭ ‬للأطفال‭ ‬آمنة‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة،‭ ‬وهو‭ ‬يأمل‭ ‬أن‭ ‬يفاتح‭ ‬عملاق‭ ‬الأثاث‭ “‬إيكيا‭” ‬السويدي‭ ‬بعرض‭ ‬منتجاته‭ ‬التي‭ ‬يبيعها‭ ‬حاليا‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لزبائن‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات،‭ ‬وأطلق‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ “‬عالم‭ ‬فارس‭” ‬على‭ ‬اسم‭ ‬طفله‭. ‬ويؤكد‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬ل‭”‬مصنع‭ ‬الأفكار‭” ‬اسماعيل‭ ‬حقي‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أن‭ “‬المصنع‭ ‬يسعى‭ ‬لتأمين‭ ‬بيئة‭ ‬إبداعية‭ ‬وكل‭ ‬المصادر‭ ‬اللازمة‭ ‬لدعم‭ ‬وتمكين‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬تحويل‭ ‬مشاريعهم‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬فكرة‭ ‬لمنتج‭ ‬ملموس‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭”.‬

ويوضح‭ “‬أبواب‭ ‬مختبر‭ ‬المصنع‭ ‬مفتوحة‭ ‬للجميع،‭ ‬فالدعم‭ ‬يشمل‭ ‬الطلاب‭ ‬والرياديين‭ ‬والشركات‭ ‬الناشئة‭”. ‬ويشير‭ ‬الى‭ ‬أن‭ “‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬حاليا‭ ‬مع‭ ‬المصنع‭ ‬لإنتاج‭ ‬منتجات‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬القطاعات‭”. ‬كما‭ ‬يقدّم‭ ‬المصنع‭ ‬خدماته‭ ‬للأطباء‭ ‬والمستشفيات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عمليات‭ ‬ترميم‭ ‬الوجه‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان‭ ‬الرقمي‭ ‬وواقي‭ ‬الوجه‭ ‬وأجهزة‭ ‬تعقيم‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬قام‭ ‬المعمل‭ ‬بطلب‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬الأطباء،‭ ‬بتحويل‭ ‬صورة‭ ‬أشعة‭ ‬صدر‭ ‬مريض‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬ورم‭ ‬خبيث‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬حساس‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬القلب،‭ ‬الى‭ ‬مجسم‭ ‬ثلاثي‭ ‬الأبعاد‭ ‬لصدر‭ ‬المريض‭ ‬والورم،‭ ‬سهّل‭ ‬على‭ ‬الطبيب‭ ‬إجراء‭ ‬العملية‭ ‬واستئصال‭ ‬الورم‭ ‬بنجاح‭.‬

ويشير‭ ‬حقي‭ ‬الى‭ “‬قصص‭ ‬ناجحة‭ ‬أخرى‭” ‬منها‭ ‬ابتكار‭ “‬البيت‭ ‬الذكي‭” ‬الذي‭ ‬يمكّن‭ ‬بواسطة‭ ‬هاتف‭ ‬نقال،‭ ‬التحكم‭ ‬بالأجهزة‭ ‬الكهربائية‭ ‬داخل‭ ‬المنزل‭ ‬من‭ ‬إنارة‭ ‬البيت‭ ‬أو‭ ‬فتح‭ ‬التدفئة‭ ‬أو‭ ‬التبريد‭ ‬عن‭ ‬بعد‭. ‬كما‭ ‬ابتكرت‭ ‬طالبة‭ ‬لوحة‭ ‬مفاتيح‭ ‬خاصة‭ ‬بالبيانو‭ ‬مكّن‭ ‬زميلتها‭ ‬الكفيفة‭ ‬من‭ ‬عزف‭ ‬البيانو‭. ‬

ويقوم‭ ‬المصنع‭ ‬الذي‭ ‬يأمل‭ ‬بفتح‭ ‬فرعين‭ ‬آخرين‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬وجنوب‭ ‬المملكة‭ ‬باستقبال‭ ‬طلاب‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬وتقديم‭ ‬دروس‭ ‬توعية‭ ‬تدريبية‭ ‬حول‭ ‬التكنولوجيا‭.‬



Most Read

2024-09-23 09:33:57