Breaking News >> News >> Azzaman


اليك نتجه يا مَلِكَ الملوك لا لغيرك – حسين الصدر


Link [2022-03-07 04:32:30]



اليك نتجه يا مَلِكَ الملوك لا لغيرك – حسين الصدر

-1-

من العادات المستهجنة لجوء الناس الى ذوي السلطة والجاه والنفوذ والتسكع على ابوابهم وصولاً الى قضاء حاجاتهم .

-2-

والسؤال الأن :

ولماذا تُستَهجن عملية التوسل باولئك المتنفذين ؟

والجواب :

انّهم مِثْلُكَ مِنَ المخلوقين الذين لا يقدرون على انجاز كُلّ ما يُراد منهم ،

وهل يغني المخلوق عن الخالق ؟

انّ اللجوء الى الله سبحانه – وهو القادر المقتدر الذي لا يعجزه شيءٌ في الارض ولا في السماء – هو المتعيّن لقضاء حاجاتنا، وبذلك نصون انفسنا عن الوقوع في مطبّات مرهقة ومواقف تصطبغ بلونٍ قاتم .

ألم يقل ربنا :

( ادعوني استجب لكم )

غافر / 60

ومع هذا الوعد بالاستجابة

لماذا  تطلب الحاجات مِنْ غيره ؟

والله سبحانه لا يخلف وعده .

قد يكون النكوص عن التضرع اليه بسبب البنية الايمانيّة الضعيفة ،

وقد يكون تأثراً بما يسير عليه معظم ذوي الحاجات حيث يُخيّل لهم أنَّ الحلول بيد هؤلاء ..!!

-2-

إنّ لقلقة اللسان ليست هي الحل، حيث لا قيمة لكلماتٍ ينطق بها اللسان ولا يعيشها الوجدان …

ان التضرع والابتهال الى الله انما يكون عبر عملية واعية يشارك فيها العقل والقلب، ويكون التوجه فيها خالصا صادقاً ، وعندها تنهمر البركات وتقضى الحاجات .

-3-

قال الشاعر :

وهو يقارن بَيْنَ طَلَبِ الحاجات من الملوك وبين طَلَبِها مِنْ ملِك الملوك – وهو الله سبحانه – .

شادَ الملوكُ قصورهم فتحصنوا

مِنْ كُلّ طالبِ حاجةٍ أو راغبِ

مَلِكُ الملوك فتح أبوابه للناس آناء الليل وأطراف النهار ،

والملوك والسلطويون أغلقوا أبوابهم ، وأحكموا الأقفال أمام اصحاب الحوائج والراغبين في الوصول اليهم ..!!

غالَوْا بأبوابِ الحديد لِعزّها

وتنوقوا في قُبْحِ وَجْهِ الحاجبِ

( تنوقوا ) بالغوا

ان الملوك أوصدوا أبوابهم الحديد، وبالغوا في صد الناس عن الوصول اليهم عبر حجّاب وجلاوزة غلاظ شداد .

فاذا تلطّف للدخول عَلَيْهُمُ

راجٍ تَلَقَوْهُ بِوّعْدِ كاذبِ

ولو افترضنا أنّ الوصول اليهم قد تحقق فلن يكون الحصاد الا وَعْداً كاذباً..!!

فاطلب الى مَلِكِ الملوكِ ولا تَكُنْ

بادي الضراعة طالباً مِنْ طالبِ

انّ الله سبحانه لا يخيّب من دعاه ومن رجاه ولا يلومَنَّ البعيدُ عنه الاّ نفسه .



Most Read

2024-09-23 11:29:00