Muristek
شرطي العالم ينحني أمام العاصفة الروسية – عامر محسن الغريري
من يقرأ التأريخ بعين المتفحص يتوقف عند عام 1922العام الذي اصبحت فيه اوكرانيا احدى الجمهوريات الاربع التي شكلت النواة لتأسيس الاتحاد السوفيتي الذي توسع بعد ذلك ليشمل خمسة عشر جمهورية ثم ما لبث أن أعلنت استغلالها إثر تفكك الإتحاد السوفيتي عام 1991 كنتيجة حتمية لسياسة كورباتشوف فعادت هذة الجمهورية -الواقعة وسط أوربا الشرقية والمتاخمة لحدود روسيا البيضاء من الشمال وروسيا الاتحادية من الشمال الشرقي والمجر وبولندا من الغرب والبحر الأسود من الجنوب -باتباع سياسة اقتصادية نشطة انعكست آثارها على واقع هذة الجمهورية التي كان يرصد تحركاتها الروس ويخطب ودها دول الغرب وأمريكا فهي قد احتلت المرتبة الخامسة عالميا في إنتاج الشعير والسابعة في إنتاج القمح والمركز السابع في إنتاج البطاطس والترتيب الرابع في القطن فضلا عن ثروتها الحيوانية التي وقعت بها على التصنيف الثاني عشر عالميا اليوم وبعد كل هذا النجاح الاقتصادي حاولت اوكرانيا تغير اتجاة بوصلتها وزحفت للانضمام لحلف الناتو الحلف العسكري الذي يضم أمريكا والغرب وهنا شعر الروس بخطورة التوجة الأوكراني كون تبعات الانضمام ستولد عنها وجود قوة عسكرية غربية وامريكية بالقرب من الحدود الروسية مما اشعرها بخطر هذا التوجة وبعد استنفاد الوسائل الدبلوماسية لتجنب وقوع ما وقع بدأ زحف الدب الروسي بأتجاة أوكرانيا في 24من شباط وهنا وقفت امريكا والغرب من الأحداث مكتفين بفرض حزمة من العقوبات على الروس
بعد هذة الأحداث شغلت الرأي العام العالمي اسئلة كثيرة بعضها اجاباتها في متناول اليد والأخرى يلفها الغموض ومن هذة الأسئلة لماذا كان موقف امريكا التي وصفت بانها شرطي العالم ضعيفا؟
ماذا يحدث لو كان ترامب سيد البيت الابيض ؟اليوم وهل وهنت قوة امريكا التي باعت عنترياتها وطيشها والقت بحقدها وعنجهيتها على الدول الفقيرة مثل العراق ؟
اين الغرب وتحالفاته مما يجري على ارض أوكرانيا؟ العقوبات التي تحاول بها امريكا والدول الغربية ترويض الدب الروسي لن تأتي بثمارها على المدى القريب لان روسيا الكبيرة اقتصاديا والتي تتصدر العالم في القمح والغاز قد باعت أسلحة ونفط للعالم وقد ادخرت الكثير اقتصاديا لمثل هذة المواجة لذلك فالحبل الأمريكي والغربي الذي اراد منه تقيد حركة الروس في اوكرانيا عسكريا وشل حركة الشخصيات السياسية الروسية لن ينفع وسيحصد النصر الأقوياء وأمريكا والغرب ضعفاء .