Breaking News >> News >> Azzaman


 تحية للإمام الحسين (ع) في ذكرى ميلاده – حسين الصدر


Link [2022-03-06 01:13:45]



 تحية للإمام الحسين (ع) في ذكرى ميلاده – حسين الصدر

خواطرُ المرء في ذكراك تزدحمُ

وَكُلُّ خاطرةٍ بالمكرماتِ فَمُ

-1-

في الثالث من شهر شعبان – على ما هو المشهور – من السنة الرابعة للهجرة، وُلِد أبو عبد الله الامام الحسين (ع) في المدينة المنورة، فابتهجت به دنيا الاسلام، وكانت ولادته فرحة غامرة ملأتْ قلبَ النبيّ (ص) سروراً، كما ملأت قلبي ابويه ( المرتضى والزهراء ) – عليهما السلام – سروراً وأملاً .

-2-

لقد وُلِدَ لستةِ أشْهُرٍ وكانت هذه الولادة الاستثنائية اشارة الى الدور الاستثنائي الفريد لأبي الاحرار (ع) .

-3-

ولقد اعترف بفضل الحسين (ع) ومكانته الشامخة أعداؤه قبل أنصْارِهِ .

ونكتفي هنا بذكر الواقعة التي سجلها لنا التاريخ :

انّ الحسين بن علي (ع) مَرّ على (عبد الرحمن بن عمرو بن العاص) وهو جالس مع جماعة من الناس فقال عبد الرحمن لأصحابه :

مَنْ أحَبَّ انْ ينظرَ الى أحبّ أهل الارض الى أهل السماء فلينظر هذا –وأشار الى الحسين (ع) ،

وما كَلَمْتُه منذ ليالي صفين .

وكان من جملة الحاضرين أبو سعيد الخدري فجاء به الى الحسين (ع) ليسترضيه ، فقال له الحسين (ع) :

” أتعلمُ أني أحبّ أهل الأرض الى أهل السماء وتقاتلني وأبي يوم صفين؟

والله إنَّ أبي لَخَيْرٌ مني “

فقال عبد الرحمن :

ان النبي (ص) قال لي يوماً :

” أَطِعْ أباك “

واني أطعتُ أبي في قتالكم .

فقال له الحسين (ع) :

” أما سمعتَ قول الله عز وجل :

” وإن جاهداك على أنْ تُشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطِعْهُما “

لقمان /15

وقول رسول الله (ص) :

” انما الطاعة بالمعروف “

وقوله :

” لا طاعةَ لمخلوقٍ في مَعْصِيةِ الخالق “

فكيف تعصي اللهَ وتُطيع أباك ؟

وهكذا هزم الحسين (ع) بمنطقه الرساليّ كُلَّ محاولات التبرير التي أبداها مَنْ قَاتَلَهُ ، وجعله يجر أذيال الخيبة .

انّ عبيد الدينا يعلمون مَنْ هو الحسين (ع) ومع ذلك فقد عاندوه وحاربوه لابل حاربه كلًّ الطغاة والجبابرة وقتلوا أنصاره وزُوّارَهُ باعتباره الملهم للأحرار والحرائر دروس الفداء دفاعا عن الدين والقيم المقدسة والانسانية المعذبة .

ومعاداة الطاغية المقبور للحسين والحسينيين معروفة مشهورة …

-4-

ومن أهم صفات الامام الحسين (ع) الجود ابتداءً بالجود بالمال وانتهاءً بالجود بالنفس ، وبهذا أقام الحجة علينا جميعاً .

وهذا يعني :

أنّ من بات ملفوفاً بشرنقة الشُحّ والامساك والبخل لن يكون حسينيا على الاطلاق .

وانّ من آثر مصالحه الشخصية ومكاسب الذاتية على المصالح العليا للدين والشعب والوطن لن يكون حسينيا على الاطلاق .

ذلك أنَّ الانتماء للحسين (ع) لا يكون صادقاً الاّ حين تظهر بوضوح ملامح المنهج الحسيني في مساراته ومواقفه .

-5-

يحدثنا التاريخ عن جود الامام الحسين (ع) فيقول :

جاءه رجل من الانصار يُريد أنْ يسأله حاجة فقال له :

” يا أخا الأنصار :

صُنْ وجهك عن ذُلّ المسألة ، وأرفعْ اليّ حاجتَك في رقعة ، فاني آتٍ فيها ما يسرك ان شاء الله “

أرأيتَ كيف حَرَصَ الامامُ الحسين (ع) على ماءِ وجه الانصاريّ وجنبَهُ كُلّ الأحاسيس المرّة ؟

فكتب الانصاري يقول :

( انّ لفلانٍ عليَّ خمسمائة دينار وقد ألحّ بي فَكَلِمْهُ أنْ ينتظرني الى مَيْسَرةَ )

فلما قرأ الامام الحسين الرقعة دخل الى منزله وأخرج صُرةً فيها ألف دينار وقال له :

هذه ألف دينار

منها خمسمائة لقضاء دَيْنِكَ والباقي تستعين بها على دَهْركَ ، ولا ترفع حاجتك الاّ الى ثلاثة :

الى ذي دِين أو مروءة أو حَسَبٍ

فأما ذو الدِين فيصون دينَه ،

وأما ذو المروءة فانه يستحي لمروءته ،

وأما ذو الحَسَب فيعلم انّك لم تكرم وجهك أن تذله في حاجتك فهو يصون وجهك أنْ يردك بغير قضاء حاجتك “

بمثل هذه الروح السمحة المحبة للخير والانسانية يمكن للمجتمع أنْ يكون مرصوص البنيان ، شديدَ التلاحمِ والتكافل والتراحم  والتعاون…

ومن هنا تعظم الحاجة الى التذكير بما يريده الامام الحسين (ع) منا عَبرْ مسارنا الحياتي .

نسأله تعالى أنْ يكتبنا وَإيّاكم في ديوان محبي الامام الحسين (ع) والسائرين على نهجه ، وأنْ يرزقنا شفاعته يوم الوُرود .



Most Read

2024-09-23 11:31:16