Breaking News >> News >> Azzaman


تربية النشء .. الاخطاء الشائعة المتوارثة والمعالجات الشحيحة


Link [2022-02-26 11:17:56]



 

قيس الدباغ قيس الدباغ

غالبية الاطفال الذين يولدون في العراق يكونوا مدللين لدى الوالدين مغمورين بالحنان والدعابه ونوع من الدلال فالذكر يطلق شعر رأسه ليطول الى ماشاء الله مع القاب محببه وتصغير للاسم المنادى به كعادة كل العراقيين وما أن ينشأ الطفل و يبدأ بتلمس ومعرفة الحياة حتى تسحب منه كل الامتيازات ،وفي مرحلة لاحقه يغمر اخيه أو اخته الاصغر بكل ما كان يتمتع به قبل تجريده منها ثم يتطور الأمر إلى معاملته كرجل يطلب منه ألا يبكي ولا يلعب ولا يصرح بخفايا نفسه ومايحب .

وتبدأ مرحلة التعليم والتدريب على الحياة بالصراخ والنهي ويتطور الأمر إلى الضرب والضرب المبرح ، ثم تخويفه بالنار وعذاب القبر والشجاع الأقرع الذي يأتيه في القبر وهذا الأقرع ثعبان هائل يحاسبه على ماقدم في حياته من اول يوم ولادته وينشأ الطفل في هذه الدوامة مشتت خائف من كل شيء مرتبك لايكون رأي ولايتخذ موقف الى بعد أن يرجع الى منظومة الخوف التي زرعت بداخله . وتمضي السنون ليلتحق بالمدرسة ضمن مجموعة تزيد عن أربعين واحيانا اكثر من نظرائه القادمون من نفس منظومة الخوف ليأتي المعلم أو المعلمة ويصيح بأعلى صوته ليسيطر على الهرج والمرج في الصف مستخدما نفس ادوات منظومة الخوف والقمع بل وأقسى احيانا مع خاصية أخرى أضيفت لنفسية الطفل ألا وهي فرز مجموعة صغيرة من أبناء المسؤولين وذوي الوجاهة ليعاملوا معاملة خاصة ، وفي كل الأحوال تبقى منظومة الصراخ هي الوسيلة الوحيدة للتعليم مع التقريع والتأنيب المستمر علاوة على إسقاط خلفية تربية المعلم وثقافته الشخصية المتناقضة على الطفل، فتضاف الى منظومة الخوف منظومة الجهل والخرافة ومنها أن سبب انحراف منارة الحدباء أن رسول الله محمد مر بقربها فمالت للسلام عليه وبقت هكذا إلى يومنا هذا ولرب قارئ يعجب من هذا الطرح ولكني أجزم بحصوله بل وأقسى وافظع من ذلك ولا مجال للتوسع فيه . يضاف الى ما تقدم  التنمر الذي يعانيه الطفل من زملائه الذين يكبرونه أو غير ذلك ، وعندما يأتي الطفل شاكيا لمرارة مايعاني لأبيه يجابه بحدة ونهر ويطلب منه القتال واثبات رجولته ولا يعلم الأب الجاهل ان هذا الطفل نشأ في ظل منظومة الخوف التي نسجها هو في شخصيته اما المعلم والمربي الفاضل فعندما يشاهد التنمر والتجبر على الأطفال فلا يحرك ساكنا بل احيانا يضحك ويقوم بتوزيع القاب مضحكة على شخصيات الأطفال لتبقى ملتصقة بهم الى مابعد تخرجهم من الجامعات فلا يعجب أي باحث في تشكيل شخصية الفرد العراقي من حجم التناقض والعنف والتمرد والفساد

وغياب الروح الوطنية فاتني أن أعرج على المناهج التربوية السقيمة التي نملأ بها عقول اجيالنا الناشئة وتحويلهم الى آلات للحفظ والدرخ ليس إلا، وعندما يأتي الطفل بنتيجة الإمتحان فأذا كان ناجحا بمستوى متوسط نال من السخط والتقريع ماناله ،واذا كان مكملا فالويل كل الويل له ولا أحد يبحث عن أسباب الفشل الدراسي الكل يحمل هذا البرعم الصغير الخطأ والخطأ ناشئ من التربية البيتية والمدرسية والمجتمعية السقيمة الى حد الخبال .

ولم أتطرق إلى تربية الأنثى فهذه الطامة الكبرى التي ليس بعدها طامة والحديث عنها يدمي القلب ، فعلام عجبكم من ظهور حركات التطرف والفساد والغلو هذه بذور زرعت في فترات سابقة واصبحت الآن مزارع كبرى من الشوك والعاقول نحتاح الى قلب التربة والبدء من النقطة الأولى والله المستعان .



Most Read

2024-09-23 15:15:02