Muristek
الإغتراب في شخصية هيفاء رداد – جبار فريح شريدة
الاغتراب النفسي يقصد به شعور الانسان بالانفصال عن الاخرين او عن الذات او كليهما ويرى بعض العلماء ان الشعور بالاغتراب ياتي نتيجة عوامل نفسية مرتبطة بنمو الفرد ،وعوامل اجتماعية مرتبطة بالمجتمع الذي يعيش فيه مما يجعله غير قادر على التغلب على مشكلات الحياة كما يحدث الاغتراب نتيجة التفاعل بين العوامل النفسية والاجتماعية.
ان الاحداث الضاغطة التي يواجهها الانسان في حياته كثيرة ومتنوعة وتحمل في طيلتها العديد من الخبرات غير المرغوبة بها لما عليه من مصادر التوتر وعوامل الخطر والتهديد في كافة مجالات الحياة .وتعتبر ظاهرة الاغتراب النفسي احدى المشكلات الناتجة عن الضغوط وهي ظاهرة اجتماعية نفسية شائعة في كثير من المجتمعات بغض النظر عن النظم والايدولوجيات والمستوى الاقتصادي والتقدم المادي والتكنولوجي.
الاغتراب دفع هيفاء رداد الى فتح بث مباشر عبر وسائل الشبكات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) ،ويشاهدها ويتابعها الاف من النساء العراقيات من داخل العراق ومن خارجه، يوميا لتخفيف حالة الاغتراب الذي تعيشه في امريكا ،تلك الانسانة البسيطة لم تستطيع الاندماج في المجتمع الامريكي والعيش فيه الا بقدر ضئيل وهو العمل في المطعم كعامل (شيف) ،يوميا نلاحظ هيفاء رداد التي تنحدر من محافظة السماوة الاصيلة ومن عشائرنا المحترمة ،والنسل الطيب .تطل هيفاء رداد بعفويتها وابتسامتها واسلوبها البسيط لتجذب المشاهدات الاف العوائل والنساء العراقيات الطيبات (شبيه الشئ منجذب له) واصبحت المادة الرئيسية تنتظرها النساء للمشاهدة والمتابعة في المساء ،متفوقة على الكثير من القنوات والبرامج التلفزيونية .
لاحظت في احدى الحلقات ان والدة هيفاء التي تعيش معها في امريكا تعاني من الاغتراب وصعوبة العيش في امريكا ،لكن هيفاء تتغلب على الاغتراب من خلال فتح بث مباشر يومياً والتواصل مع العراقيات وكذلك المحاولة للتعامل التجاري لطلب سلعة خاصة لشرائها من امريكا فتقوم هيفاء رداد بالمساعدة وتسهبل امرها بغض النظر عن الربح المادي ،هدفها النهائي هو التواصل والتخلص من الاغتراب الذي تعيشة ومحاولة التغلب عليه ،اصبحت رداد وبرنامجها المسائي وسيلة للتخلص من الاغتراب الداخلي الذي تعيشة المرأة العراقية في داخل العراق ،شكراً هيفاء رداد وندعوا من الله ان يحفظك ويحفظ عائلتكم ويديمكم مخلصين للعراق وشعبه.