العنف العائلي – حسين الصدر
-1-
شاعت هذه الأيام أخبار العنف العائلي الذي وصل الى حدّ ازهاق الأرواح..!!
كما تناقلت وسائل اعلام أخباراً مروعة عن العنف المدرسي حيث أصاب الشلل طالبة ضربتها معلمتها …
-2-
الأب الذي يبالغ في ضرب ابنه ضرباً مُبّرحَاً يْفضي به الى الموت لا لشيء الاّ لرسوبه في الامتحان ، تجاوز حدودهُ ، وهو معاقبٌ مِنْ قبل الله على جريمته يقينا ولا يسلم من العقاب القانوني أيضا .
-3 –
والزوج الذي يستخدم الضرب لزوجته سلاحاً في إسكاتها عن المطالبة بحقوقها معتدٍ آثم لا محالة .
ومن المضحك المبكي :
أنّ احد العلماء راى رجلاً يضرب زوجته بقسوة فقال له :
هل ارتكبتْ جرما ؟
فأجابه الزوج :
لكي لا ترتكب ..!!
وهكذا ينزل العقوبةَ بها قبل الجناية، ضارباً عرض الجدار كُلّ ما تقتضيه أحكام الدين والأخلاق والقانون .
ومن هذا الباب أيضا :
ما قيل :
ان جحا سلّم ابريقاً مِنَ الفَخَار لولده بحضور أُمِّهِ ثم ضَرَبَه وقال له :
املأ الابريق بالماء من البئر واحذر أنْ تكسره ، فقالت الام مستنكرةً ضرب ولدها قبل الجناية :
لِمَ ضربْتَه قبل أنْ يكسرَ الأبريق ؟
فقال لها جحا متعجبا :
قولي بربك ما الفائدة مِنْ ضربه بعد ان يكسر الأبريق ؟
-4-
واخبرني أحدهم انّ أباه كان يضربه بالحديد حاثاً له على أداء الصلاة، فما كان ذلك الفعل القاسي الا سببا في ابتعاده عن الصلاة حيث سَبّب له عُقدةً في نفسه …
-5-
لا يُطاع الله من حيث يُعصى
ان اولياء الامور عليهم ان يأمروا اولادهم بأداء الصلاة ولكن ليس بمثل هذه الطريقة الرهيبة ذات المردودات السلبية العميقة .
-6-
العنف بكل أشكاله وصوره يكشف عن تدهور أخلاقي فظيع ، ونزعة شاذة وعُقد نفسية ، واضطرابات حقيقية لا يجوز أنْ تهمل وتترك بعيداً عن العلاج .
2024-09-23 15:26:39