Muristek
الإدارة بين الفشل والمسؤولية – صلاح الدين الجنابي
علمُ الإدارة يركزُ دائماً على تحديدِ المسؤوليةِ عن الفشلِ ويتمُّ هذا من خلالِ مجموعةِ اجراءاتٍ تخطيطيةٍ وتنظيميةٍ ورقابيةٍ تعملُ على توزيع المهامِ وتحديد مسؤولياتها وهذا يساعدُ على الكشفِ الاستباقي للاختناقاتِ والتَّدفقِ المضطربِ في العملياتِ، إذ إنَّ علاجَها المبكرُ يؤدي إلى تقليلِ الخسائرِ الماديَّة والمعنويةِ من جهةٍ وتطويرِ العملياتِ بما يضمنُ الاستمرارَ والنموَّ من جهةٍ أخرى. هناكَ حدٌّ فاصلٌ بين الإدارة العلمية ِوالعشوائيةِ هو تكرارُ الفشلِ أو الإصرار عليهِ ينقلُ المؤوسسةَ من الإدارة وقواعدها وادواتها العلميةِ المتفقُ عليها إلى العشوائيةِ والتَّخبطِ مما يؤدي إلى الانحرافِ والذهاب إلى مساراتٍ غير مألوفةٍ وغيرِ صحيحةٍ لعلاج المشاكلِ النَّاتجة عن التَّجاوزِ في أداء المهامِ والتَّهرب من المسؤوليةِ واختلاقِ الأعذار والحجج للافلاتِ من العقابِ ومحاولة الاستمرار، وهذا يؤدي إلى خلقِ ثقافةٍ إدارية مريضة تحاولُ توزيعَ الفشلِ على مجموعةٍ من العواملِ غيرِ الواضحةِ والأشخاص غير المحددينَ كأسلوب لفرضِ الأمر الواقع مع محاولةِ ترسيخِ قيمٍ وسلوكياتٍ إدارية غير مألوفةٍ ومدمرة تساعدُ على استمرارِ الفشلِ وتشتيتِ المسؤوليةِ من جهة والاحباط وقتل الابداع والابتكار والانسحاب وعدم الرضا من جهة اخرى.
علمُ الإدارة يتعاملُ مع قواعدَ ومهامَ تحددُ وتوزعُ المسؤوليةَ وتساعد على التَّطور والنُّمو والاستمرارِ، أما فشلُ الإدارة يكون بالتَّعاملِ مع قواعَد غير واضحةٍ ومهامٍ غيرِ محددةٍ تؤدي إلى عدمِ القدرةِ على تحديدِ المســـؤوليةِ وتساعدُ على الانكماشِ والتَّدهور والانهيار.