الرئيس البرازيلي:العواصف الرعدية خلفت في بلادي مشاهد حرب
لندن- باريس-امستردام
- بيتروبوليس (البرازيل) ا ف ب -الزمان
نجت العاصمة البريطانية من العاصفة التي ضربتها كأقوى عامل جوي منذ اكثر من ثلاثة عقود وشلت الحياة فيها طوال الجمعة، في حين كانت الخسائر مادية وتضررت منازل كثيرة وابنية ومزارع .
- لزم ملايين الأشخاص منازلهم في وقت ضربت العاصفة يونس بريطانيا ترافقها رياح بسرعة قياسية الجمعة، مودية بشخص في إيرلندا واثنين في هولندا قبل أن تتجه إلى شمال فرنسا وبلجيكا. والغيت مئات رحلات الطيران والقطارات والعبارات في شمال غرب أوروبا جراء الرياح التي سببتها العاصفة يونس وتضرب اوروبا بعد أقل من 48 ساعة من العاصفة دادلي التي أودت بخمسة أشخاص على الأقل.
ذكرت الشرطة أن رجلا يبلغ 60 عاما قتل في سقوط شجرة في جنوب شرق ايرلندا الجمعة. كما لقي شخصان مصرعهما الجمعة جراء سقوط أشجار، بحسب خدمة الطوارئ الهولندية.
وبلغت سرعة الرياح 196 كلم في الساعة في جزيرة وايت، وهي ظاهرة غير مسبوقة في بريطانيا، في حين ضربت رياح بسرعة تفوق 110 كلم في الساعة مطار هيثرو بلندن. ودعت خدمة الأرصاد الجوية البريطانية ملايين البريطانيين للبقاء في منازلهم بعد أن أصدرت مستوى إنذار أحمر – الأعلى – فوق جنوب غرب إنكلترا وجنوب ويلز وكذلك جنوب شرق البلاد بما في ذلك لندن. كانت شوارع العاصمة التي وضعت لأول مرة عند مستوى التأهب منذ تطبيق هذا النظام في عام 2011، هادئة على غير عادة في حين تمزق جزء من اللوحة القماشية التي تغطي الموقع الذي تقام فيه الحفلات الموسيقية والمسابقات الرياضية، جراء الرياح العاتية. وانقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 70 ألف منزل ظهرا في جنوب غرب إنكلترا بحسب مشغل الشبكة. وظلت العديد من المدارس مغلقة وكان من المقرر عقد اجتماع وزاري بعد الظهر.
فيما استمر البحث عن المفقودين في الانهيارات الطينية التي دمرت بيتروبوليس بالبرازيل وسط هطول أمطار متقطعة الجمعة، بعد ثلاثة أيام من هبوب عواصف رعدية عنيفة أودت بما لا يقل عن 122 شخصا وخلفت «مشاهد حرب» وفق عبارة الرئيس جايير بولسونارو الذي عاين مناطق الكارثة من الجو.
وأفاد أحدث تقرير رسمي غير نهائي نشره الدفاع المدني منتصف النهار بالعثور على 122 جثة، أربع منها عثر عليها صباحا في المدينة السياحية الواقعة على بعد 60 كيلومترا شمال ريو دي جانيرو.
ووفقا للشرطة، فُقد 116 شخصا، وتم التعرف على 57 فقط ممن لقوا حتفهم حتى الآن.
من جهته، قال الرئيس البرازيلي خلال مؤتمر صحافي بعد فترة وجيزة من معاينته الأضرار من مروحية، «رأيت الكثير من الدمار، مثل مشاهد الحرب».
وأضاف بولسونارو الذي تنقل إلى بيتروبوليس مباشرة اثر عودته إلى البرازيل من زيارة رسمية لروسيا ثم المجر، «لقد تمكنا من تحديد خطورة ما حدث هنا». انطلقت صباح الجمعة صفارات الإنذار مرة أخرى في المناطق المعرضة للخطر في المدينة التي يقطنها 300 ألف نسمة. وسمعت عبارات من خلال مكبرات الصوت في الساعات الأولى من النهار «هناك مخاطر حدوث انهيارات أرضية في هذه المنطقة، احذروا، احصلوا على مكان آمن في مباني الاستقبال».
وأفاد صحافيو وكالة فرانس برس بهطول أمطار غزيرة في الصباح قبل أن تتراجع حدتها بعد ذلك.
في تصريح لفرانس برس، قال أتينور ألفيس دي ألكانتارا، وهو متقاعد يبلغ 67 عاما ويقع منزله في الجزء السفلي من منطقة ألتو دا سيرا الأكثر تضررا من الانهيارات الأرضية، «الجميع خائفون جدا، نقفز عند أدنى ضوضاء». وأضاف «من الجيد أن يزورنا الرئيس، لكن ذلك لن يغير شيئا».
شعور بالإهمال
لا يزال أكثر من 500 من عناصر الإطفاء، مع مروحيات وحفارات وكلاب بوليسية، متحمسين للبحث بلا كلل عن المفقودين، في حين ينحسر الأمل في العثور على ناجين.
ذكرت شركة Cirium المتخصصة أن حركة العبارات عبر القناة توقفت وألغيت أكثر من 400 رحلة جوية في المطارات البريطانية.
واضطرت طائرة تقوم برحلة بين بوردو ولندن للعودة أدراجها بعد محاولتها الهبوط مرتين في مطار غاتويك، في حين تمكنت طائرة ايه-380 تابعة للخطوط الجوية القطرية من الهبوط في مطار هيثرو عند المحاولة الثالثة أمام 230 ألف مستخدم للإنترنت عبر قناة Big Jet TV المباشرة على يوتيوب.
وحذر وزير الدولة لشؤون الأمن داميان هيندز عبر قناة سكاي نيوز من أن «هناك خطر الموت خلال هذا النوع من الأحداث الجوية القاسية» مؤكدا أن الجيش مستعد للانتشار لمواجهة هذه العاصفة التي يمكن أن تكون من الأهم في العقود الثلاثة الماضية.
يثير هبوب الرياح العاتية مع استمرار ارتفاع المد مخاوف من حدوث فيضانات، خصوصا مع توقع هطول أمطار غزيرة السبت. في ايرلندا انقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 80 ألف منزل ظهرا، وفقًا لشبكة ESB المحلية.
اوروبا في حال تأهب
وبعد المملكة المتحدة تتجه العاصفة يونس إلى الدنمارك حيث ستسير القطارات ببطء وسيتعين بالتأكيد إغلاق جسر Storebaelt وهو أحد أطول الجسور في العالم طوال الليل تقريبًا، حسبما حذر مشغله. في فرنسا، تسببت هذه العاصفة صباح الجمعة في ارتفاع الأمواج لأربعة أمتار في بريتاني، كما ذكرت خدمة الأرصادة الجوية الفرنسية التي وضعت خمس مناطق في حال تأهب برتقالية. وبلغت سرعة الرياح 110 كلم في الساعة في كاب غري نيه في الشمال الغربي وقد تتجاوز 140 كلم في الساعة محليًا على الساحل بعد الظهر. وأعلنت شركة السكك الحديد الفرنسية حدوث اضطرابات في خطوطها الإقليمية. كما شهدت حركة السكك الحديد اضطرابات في بلجيكا حيث اغلقت العديد من المدارس قبل مواعيدها في شمال ألمانيا وهولندا. وضربت العاصفة يونس شمال أوروبا بعد أن تعرضت القارة لعواصف في الأيام الأخيرة. وتسببت العاصفة دادلي بمصرع خمسة أشخاص في بولندا وألمانيا الخميس.
في حين أن تغير المناخ يعزز بشكل عام العوامل المناخية القصوى ويضاعفها، فهذا غير واضح بالنسبة للرياح والعواصف (باستثناء الأعاصير) التي يختلف عددها اختلافًا كبيرًا من سنة إلى أخرى.
ويقدر أحدث تقرير صادر عن خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة ونشر في آب/أغسطس، بدرجة منخفضة جدًا من اليقين، أنه ربما قد يزيد عدد العواصف في نصف الكرة الشمالي منذ ثمانينات القرن الفائت.
2024-09-23 15:21:43