Breaking News >> News >> Azzaman


التداعيات التنظيمية والعملياتية – عماد علوّ


Link [2022-02-19 00:52:50]



مقتل عبدالله قرداش زعيم تنظيم داعش

التداعيات التنظيمية والعملياتية – عماد علوّ

المقدمة

منذ اعلان مقتل زعيم تنظيم “داعش” عبدالله قرداش، الملقب باسم أبو إبراهيم القرشي، في 3 شباط/ فبراير (2022) في عملية نوعية نفذتها القوات الخاصة الأمريكية بمنطقة “اطمه” بريف إدلب بالقرب من الحدود السورية-التركية، طرحت العديد من التساؤلات حول إمكانية تأثر التنظيم بمقتل قائده، ومستقبل التنظيم، وقيادته المحتملة فيما بعد مقتل عبد الله قرداش. خصوصا” وأن مقتل زعيم داعش الإرهابي جاء بعد أيام من العملية النوعية الكبرى لتنظيم “داعش” ضد سجن الصناعة بمنطقة غويران بمدينة الحسكة، والتي تعتبر من أكثر عمليات التنظيم تأثيراً نتيجة هروب العديد من قيادات وعناصر التنظيم، على نحو دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى تأكيد أن ذلك يمثل تهديداً حقيقياً يمكن أن يعطي دفعة قوية لتنظيم “داعش” خلال المرحلة المقبلة، والسؤال المطروح هو عن التداعيات التنظيمية والعملياتية المحتملة لمقتل عبدالله قرداش على تنظيم داعش الإرهابي في المستقبل القريب والمتوسط..

مؤشرات أولية

على الرغم من أهمية عملية تصفية زعيم داعش عبد الله قرداش، الا أننا نعتقد أن مقتله سوف لن يكون له تأثيرا” واضحا” في المستقبل القريب على عمل خلايا التنظيم، التي باتت تعتمد اللامركزية في تنفيذ عمليات خاطفة يتمّ تصميمها وتنفيذها من قبَل مفارز صغيرة ومحدّدة، من دون العودة إلى قيادة التنظيم المركزية. كما أن قرداش لم يكن معروفا” بشكل مؤثر وكارزمي من قبل افرع وقواعد التنظيم قبل وبعد توليه المنصب، بسبب قِصر المدة التي تولى فيها القيادة، والتي لم تتجاوز عامين ونصف منذ نوفمبر 2019 وحتى فبراير 2022 وهى أقل مدة لقيادة التنظيم مقارنة مع أبي عمر البغدادي وأبي بكر البغدادي. بالإضافة الى أن أسلوب إدارة العمليات اللامركزي قلل كثيرا” من تداعيات مقتل قيادات الصف الأول بالتنظيم خاصة على الأفرع المختلفة، وقد كان ذلك واضحا” بقلة اهتمام صحيفة “النبأ” “الداعشية” التي صدر عددها الأخير (324) مساء يوم مقتل القرشي الخميس 3 شباط/فبراير 2022  دون الإشارة بشكل مباشر إلى مقتل زعيم التنظيم، وكذلك فعلت بقية منصات التواصل الاجتماعي التابعة والمؤيدة للتنظيم. الا أن التداعيات المهمة على المستوى التنظيمي والتي تتعلق بمستقبل تنظيم “داعش” ستتعلق باختيار الزعيم الجديد للتنظيم القيادة خلال المرحلة المقبلة، خصوصا” وأن تنظيم داعش الإرهابي يعاني من صراعات عقائدية وفكرية منذ عام 2015 تمظهر بالصراع بين جناحين فكريين: الأول، يطلق عليه “الحازمون” نسبة لأبي أحمد بن عمر الحازمي. والثاني، يطلق عليه “البنعاليون” نسبة لتركي بن علي البنعلي، والجناح الأخير حضي بتأييد أبو بكر البغدادي، الذي قام بإعدام وتصفية قيادات (الحازميين) في عام 2016. مما أدى إلى الانشقاق وتشكيل تنظيم “جند الله” الذي يتمركز بالقرب من جبال اللاذقية وعلى الحدود مع محافظة إدلب، ويعتبر أكثر التنظيمات الإرهابية غلواً وتشدداً في العالم. كما تتصاعد المطالبة داخل التنظيم بإبعاد (العراقيين)، عن مناصب القيادة بعد الدعم الذي حضوا به في عهد أبو بكر البغدادي ومن بعده عبد الله قرداش.

المرشحون لزعامة داعش

سوف لن يكون سهلا” على داعش اختيار زعيم جديد بالسرعة التي بويع بها عبد الله قرداش خليفة” لأبو بكر البغدادي، وذلك بسبب الخلافات والصراعات الفكرية التي تعصف بالتنظيم، بالإضافة الى مقتل أكثر من (48قيادي) من مؤسسي التنظيم والقبض على البعض الآخر منهم خلال عامي 2020 و2021 الا أن المراقبين لتحركات التنظيم الإرهابي يروّن أن الأسماء المحتملة لخلافة عبد الله قرداش هي كما يلي: –

1- أبي حمزة الهاشمي القرشي، المتحدث الرسمي للتنظيم.

2- جمعة عواد البدري رئيس مجلس شورى التنظيم وشقيق زعيم التنظيم السابق أبي بكر البغدادي.

3- جبار سلمان العيساوي ويُعرف أيضاً باسم أبو ياسر العيساوي، وهو من قادة الصف الأول لداعش.

4- هاشم الجريسي، أو عمر الجريسي الذي كان يُكنى بـ “أبو الحسن الجزراوي”، اشيع أنه قُتل خلال انتقاله من ريف البعاج إلى الموصل في العراق وهو من كبار قادة التنظيم. 5- مازن نهيري، الملقب أبو صفاء الرفاعي، كان عسكرياً برتبة عقيد في الجيش العراقي السابق، وهو من مؤسسي التنظيم. ويرتبط به مكتب استخبارات العمليات السرية الانتحارية في الخارج، أي الخلايا الانتحارية، وهو المسؤول الأول عنها.

6- عبد الله مكي الرفاعي الملقب بـ”أبو خديجة “، وهو زعيم تنظيم داعش في محافظة ديالى .

ويعتمد تنظيم داعش سياقات وتقاليد خاصة بزعامة التنظيم، اذ يفرض دائما” أن يكون زعيمه قرشي وعراقي الجنسية، وهو تقليد اتخذه بعد فصل الولايات، والتحول من القيادة المركزية إلى اللامركزية”، مما اثار حفيظة حملة الجنسيات الأخرى من عناصر داعش. واعتقد أن الاوفر حضا” بزعامة التنظيم هما (أبو حمزة الهاشمي القرشي، وجمعة عواد البدري).

التداعيات العملياتية

لا يبدو أن تداعيات مقتل زعيم داعش عبد الله قرداش ستؤثر كثيرا” على عمليات ونشاط التنظيم، فالملاحظ استمرار نشاط أفرع التنظيم المختلفة في بعض دول العالم منذ أن تم الإعلان عن مقتل القرشي، حيث تمكن تنظيم “داعش” في الأيام الثلاث التي تلت مقتل عبد الله قرداش ، من تنفيذ 12 عملية إرهابية شملت بعض أفرع التنظيم داخل عدد من دول الإقليم، بالإضافة إلى ثلاث عمليات إرهابية نفذها التنظيم عبر فرعه في وسط أفريقيا وعمليتين إرهابيتين نفذهما التنظيم في أفغانستان- عبر فرعه “تنظيم خراسان”- إلى جانب عملية إرهابية في العراق، وأخرى في سوريا ضد ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد). وقد استمرت عملية هدم الاسوار التي سبق للتنظيم ان اعلن عن شنها قبل مقتل زعيمه قرداش، حيث نفَّذ تنظيم “داعش” عملية إرهابية يوم الجمعة 4 شباط/فبراير 2022 ضد أحد السجون ببلدة “نوبيلي” في الكونغو. كما استمرت مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية للتنظيم في نشر الفعاليات العملياتية لأفرع التنظيم الإرهابي بشكل طبيعي دون أن تولي اهتماما” واضحا” لمقتل زعيمها على يد القوات الخاصة الامريكية، الا أننا نتوقع أن يقوم داعش بالإيعاز لفروعه بالقيام بعمليات ثأرية، ويبدو أن الساحة الاوربية ستكون هي الأكثر ترجيحا” للقيام بعمليات الثأر لمقتل زعيم داعش عبد الله قرداش.

الخلاصة

استنادا” الى كل ما سبق فان المعطيات الحالية تشير الى أن التداعيات التنظيمية والعملياتية لمقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبي إبراهيم الهاشمي القرشي لن تكون ذا تأثير يذكر بشكل عام، سواء على مستوى بنية التنظيم الداخلية، أو على المستوى العملياتي والتكتيكي ، على الأقل في المستقبل المنظور، بل قد تكون تداعيات مقتل القرشي إيجابية على التنظيم فيما لو جيء بزعيم غير عراقي قد يعيد جسور الوصل مع الافرع المنشقة عن التنظيم مثل تنظيم (جند الله) و(حراس الدين)، وحتى جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام حاليا”، وذلك لمواجهة الضغوطات العسكرية والمالية التي يواجهها التنظيم في الساحتين العراقية والسورية.

{ خبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية



Most Read

2024-09-23 17:42:44