Breaking News >> News >> Azzaman


هل يوجد توقيت غير سياسي؟


Link [2022-02-17 02:13:45]



فاتح عبدالسلام

يتساءلون‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬وأربيل‭ ‬في‭ ‬اليومين‭ ‬الأخيرين‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬توقيت‭ ‬المحكمة‭ ‬الاتحادية‭ ‬حسم‭ ‬الدعوى‭ ‬القضائية‭ ‬العائدة‭ ‬لسنوات‭ ‬ماضية،‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬الالزامي‭ ‬من‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬العراق‭ ‬تسليم‭ ‬انتاجه‭ ‬النفطي‭ ‬بالكامل‭ ‬الى‭ ‬بغداد‭ ‬مقابل‭ ‬الحصة‭ ‬المقررة‭ ‬من‭ ‬الموازنة‭ ‬للإقليم‭. ‬

القضاء‭ ‬لا‭ ‬يكترث‭ ‬بما‭ ‬يقال‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬توقيت‭ ‬الحكم،‭ ‬لكن‭ ‬المناخ‭ ‬السياسي‭ ‬ذو‭ ‬طبيعة‭ ‬مؤامراتية‭ ‬في‭ ‬انماط‭ ‬التفكير‭ ‬واختيار‭ ‬الأزمنة‭ ‬والامكنة‭ ‬والمواقف،‭ ‬وهذا‭ ‬كله،‭ ‬شاء‭ ‬القضاء‭ ‬أم‭ ‬أبى‭ ‬يلقي‭ ‬بظلاله‭ ‬عليه،‭ ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬أوروبي‭.‬

توقيت‭ ‬قرار‭ ‬المحكمة،‭ ‬في‭ ‬التفسير‭ ‬السياسي‭ ‬يصب‭ ‬مباشرة‭ ‬لصالح‭ ‬طرف‭ ‬قوى‭ ‬الإطار‭ ‬التنسيقي‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬صالحها،‭ ‬قيام‭ ‬تحالف‭ ‬بين‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكردستاني‭ ‬والتيار‭ ‬الصدري‭ ‬وآخرين،‭ ‬وانَّ‭ ‬بروز‭ ‬مشكلة‭ ‬العلاقة‭ ‬النفطية‭ ‬التي‭ ‬ظلّت‭ ‬معلّقة‭ ‬تسع‭ ‬عشرة‭ ‬سنة،‭ ‬سيضغط‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تغيير‭ ‬التحالفات،‭ ‬او‭ ‬جعل‭ ‬الطرف‭ ‬الكردي‭ ‬في‭ ‬الأقل،‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬بشكل‭ ‬متساو‭ ‬الى‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬السياسية‭ ‬خارج‭ ‬الإقليم‭.‬

بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬توقيت‭ ‬قرار‭ ‬المحكمة‭ ‬الاتحادية‭ ‬وصلته‭ ‬بأحكام‭ ‬الدستور‭ ‬وقيام‭ ‬حكم‭ ‬فيدرالي‭ ‬راسخ‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬كواقع‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للرجوع‭ ‬عنه‭ ‬الى‭ ‬الوراء،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬عاملاً‭ ‬زمنياً‭  ‬سيصل‭ ‬قريباً‭ ‬الى‭ ‬ملامسة‭ ‬عشرين‭ ‬سنة،‭ ‬وهذه‭ ‬المساحة‭ ‬الزمنية‭ ‬لها‭ ‬استحقاقاتها‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬تعاملات‭ ‬وتفاهمات‭ ‬متداولة‭ ‬تحت‭ ‬بنود‭ ‬التراضي‭ ‬والتوافق،‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬العراقي‭ ‬الراحل‭ ‬مام‭ ‬جلال‭ ‬طالباني‭ ‬يحسن‭ ‬التعاطي‭ ‬معها‭ ‬وإدارة‭ ‬دفتها‭ ‬لاعتبارات‭ ‬العمق‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يمثله،‭ ‬وزمنية‭ ‬الدور‭ ‬القيادي‭ ‬الذي‭ ‬اضطلع‭ ‬به‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬الحكم‭ ‬لنظام‭ ‬جديد،‭ ‬كان‭ ‬تحت‭ ‬ضغطين‭ ‬من‭ ‬واشنطن‭ ‬وطهران،‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وتحت‭ ‬ضغط‭ ‬الشروخ‭ ‬والشكوك‭ ‬الواضحة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬بغداد‭ ‬والكرد‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

‭ ‬يبدو‭ ‬البطء‭ ‬واضحاً‭ ‬في‭ ‬استقبال‭ ‬المتغيرات‭ ‬الزمنية‭ ‬والمنعطفات‭ ‬السريعة‭ ‬للشوط‭ ‬السياسي‭ ‬المتواصل‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬التعمق‭ ‬في‭ ‬القراءة،‭ ‬التي‭ ‬تحيل‭ ‬ببساطة‭ ‬منذ‭ ‬اعلان‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬كفاصلة‭ ‬زمنية‭ ‬ظاهرة‭ ‬للعيان،‭ ‬الى‭ ‬انّ‭ ‬فكرة‭ ‬حكومة‭ ‬الأغلبية‭ ‬الوطنية،‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬وُلدت‭ ‬حيّة‭ ‬وليست‭ ‬ميتة،‭ ‬إنّما‭ ‬تعني‭ ‬إعادة‭ ‬رسم‭ ‬خريطة‭ ‬سياسية‭ ‬شاملة‭ ‬للعراق،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬فيدرالية‭ ‬الحكم‭ ‬التي‭ ‬يقرها‭ ‬الدستور،‭ ‬وتبيحها‭ ‬الأحزاب‭ ‬الحاكمة‭ ‬للكرد‭ ‬كقومية‭ ‬ثانية،‭ ‬وربّما‭ ‬على‭ ‬مضض‭ ‬من‭ ‬بعضهم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تحرمها‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العراق‭. ‬

‭ ‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com



Most Read

2024-09-23 17:33:24