كييف-(أ ف ب) - موسكو – بروكسل -الزمان
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء، إنه لم يرَ أيّ دليل على انسحاب القوات الروسية من حدود بلاده، موضحاً أنّ موسكو تقوم ببساطة بعملية تبديل للقوات.
وأضاف زيلينسكي في تصريحات متلفزة «نشهد عمليات تناوب صغيرة. لن أسمّي ذلك سحب روسيا لقواتها. لا يمكننا قول ذلك»، وتابع «لا نرى تغييراً».
وقال زيلينسكي في ماريوبول، المدينة الواقعة في شرق البلاد قرب خط الجبهة مع الانفصاليين الموالين لروسيا والمدعومين منها «لسنا خائفين من أيّ توقّع، ولسنا خائفين من أحد (…) لأننا سندافع عن أنفسنا».
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الأربعاء أنّ روسيا لا تزال تنشر على الحدود الأوكرانية «نفس عدد القوات» وأنّ ما أعلنته بشأن سحبها قسماً من هذه القوات هو معلومات لا تزال بحاجة لأن يتم «التحقّق» منها.
وقال لودريان أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي إنّ «هذا أفضل من لا شيء، إنّها عمليات إعادة تشكيل تم الإعلان عنها (…) ويجب التحقّق منها». وأضاف «عدد القوات لا يزال على حالة والمناورات متواصلة».
وسخر الكرملين وكبار المسؤولين الروس الأربعاء من وسائل الإعلام الغربية التي حددّت 16 شباط/فبراير موعداً «للغزو» الروسي لأوكرانيا.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على وسائل التواصل الاجتماعي «أرغب بالسؤال إن كان بإمكان مصادر المعلومات المضلّلة الأميركية والبريطانية.. نشر جدول لعمليات الاجتياح المقبلة التي سننفّذها على مدى العام. أرغب بالتخطيط لإجازاتي».
وحذّرت أجهزة استخبارات غربية من أنّ موسكو قد تختار يوم الأربعاء لتصعيد النزاع بين كييف والانفصاليين في شرق أوكرانيا، بعدما حشدت روسيا أكثر من مئة ألف جندي قرب حدودها مع أوكرانيا.
لكنّها لفتت إلى أنّ هذا التاريخ قد يكون محاولة روسية للتضليل. وذكرت بعض وسائل الإعلام أنّ الهجمات الروسية قد تبدأ في وقت مبكر من صباح الأربعاء.
وفي إيجاز للصحافيين في وقت لاحق الأربعاء، قالت زاخاروفا «اليوم، نحتفل بيوم آخر من دون عدوان على أوكرانيا، وهو يوم آخر سيقرّبنا من حرب من نوع ما وعدنا بها الجميع».
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف «مرّت الليلة كالعادة وخلدنا إلى النوم بسلام. في الصباح، سنبدأ اليوم بهدوء ومهنية». فيما ،يعقد قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الخميس، قبيل قمّتهم المقرّرة مع قادة دول إفريقية، محادثات غير رسمية للبحث في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تخفيف حدّة أزمة أوكرانيا، وفق ما أفاد ناطق باسم التكتل الأربعاء.
وقال الناطق باسم الاتحاد باريند ليتس على تويتر «قبل قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي المقررة غدا، سيعقد أعضاء المجلس الأوروبي اجتماعاً غير رسمي مدته ساعة عند الساعة 12,30 (11,30 ت غ) بشأن التطورات الأخيرة المرتبطة بروسيا وأوكرانيا».
ويكثّف الأوروبيون جهودهم الدبلوماسية مع الكرملين فيما يستعدون لفرض عقوبات جديدة إذا غزت روسيا أوكرانيا.
وبعد أسابيع من التوترات بين روسيا والغرب، أعلنت موسكو الثلاثاء بدء انسحاب عشرات الآلاف من الجنود الروس المنتشرين على الحدود الاوكرانية منذ اشهر، لتعلن الأربعاء انتهاء المناورات العسكرية ورحيل بعض القوات الروسية من شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو في العام 2014.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ في مستهلّ اجتماع لوزراء الدفاع في دول الحلف في بروكسل «لم نرَ أيّ خفض للتصعيد على الأرض. على العكس يبدو أن روسيا تواصل تعزيز وجودها العسكري (…) لا يزال بإمكان روسيا غزو أوكرانيا بدون سابق إنذار، الإمكانات جاهزة» إضافة إلى أكثر من مئة ألف جندي.
من جانبه، حضّ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال روسيا على «اتخاذ إجراءات ملموسة للتهدئة لأن هذا شرط لحوار سياسي صادق».
وحذّر الأربعاء أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ من أنّه «لا يمكننا أن نحاول إنجاح الدبلوماسية فيما الجانب الآخر يحشد القوات».
وقال وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل الموجود أيضاً في ستراسبورغ إن الاتحاد الأوروبي «مستعدّ للمشاركة في المناقشات» مع روسيا لكنّه أيضاً «مستعدّ للردّ» بعقوبات كبيرة.
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الأربعاء أنّ الحلف يعتزم تعزيز جناحه الشرقي، محذّراً من أنّ التهديد الروسي بات «الوضع الطبيعي الجديد في أوروبا».
وقال ستولتنبرغ بعدما التقى وزراء دفاع الدول الأعضاء إنّ «الوزراء قرّروا اليوم تطوير خيارات لتعزيز قدرات حلف شمال الأطلسي للدفاع والردع بما يشمل التفكير في تأسيس مجموعات قتالية جديدة تابعة للناتو في وسط أوروبا وجنوب شرقها».
وأضاف أنّ «القادة العسكريين في حلف شمال الأطلسي سيعملون الآن على التفاصيل وسوف يقدّمون تقريراً في غضون أسابيع».
وجاءت تصريحات ستولتنبرغ فيما حشدت روسيا قوات على الحدود الأوكرانية في عرض قوّة يخشى الغرب أن يكون مقدمة لغزو محتمل.
وتقول موسكو إن جزءا من جنودها موجودون هناك للمشاركة في تدريبات وقد سحب بعضهم بعد استكمالها.
وقال ستولتنبرغ في مستهلّ اجتماع لوزراء الدفاع في الحلف في بروكسل «لم نرَ أي خفض للتصعيد على الأرض. على العكس يبدو أنّ روسيا تواصل تعزيز وجودها العسكري (…) لا يزال بإمكان روسيا غزو أوكرانيا بدون سابق إنذار، الإمكانات جاهزة».
2024-09-23 17:42:33