Muristek
كُهول مُتصابية – عدي سمير الحساني
ضمن بديهيات الحياة ان يرتكز اي بناء على اساس قوي ومتين من اجل ديمومة واستمرار البناء الصحيح وبما يضمن عدم تخلخل البناء المستقبلي.
واليوم لا بد ان نوضح موضوع مجتمعي في غاية من الاهمية وهو المراهقة المتأخرة هذا التراهق الذي اصاب البعض وجعلهم محلاً للأستغلال المادي والمعنوي واساء وبشكل مباشر للوضع الاجتماعي العام، فوفقاً للمبدأ العام بأن الصغير يتعلم من الكبير، فكيف الحال وبعض كبار السن والمفروض انهم قدوةً للأخرين ومثال يُقتدى به، وهم يظهرون بصور فاضحة ومخلة وخادشة للحياء مع بنات الليل والمومسات؟
لنقف قليلاً ونتأمل الوضع في ظل هذا الأنحراف والتصابي والتراهق (تحت اي مسمى كان) بداية فهو يُسئ للنسيج الأُسري ويُشتت ويفكك الترابط الاجتماعي ويؤسس الى تحول فكري وانطباع سئ لدى البعض من الفئات العمرية الشابة والذين سيحاولون تقليدهم وحتماً هذا التقليد بمعناه الشمولي فأنه يؤدي الى السير بطريق الجريمة من اجل الحصول على الاموال اللازمة ليكسب ود بعضهن، لا سيما وان اغلب المتصابين من كبار السن هم ميسوري الحال او من ذوي المكانه الاجتماعية المرموقة (وهو اساس تلك العلاقات الغرامية المصلحية العابرة) فهي استنزاف مباشر لمواردهم المادية والمعنوية داخل محيطهم الأُسري، حيث ان شراء الشقق والدور السكنية بأفضل المناطق واهداء العجلات الحديثة والمواد الثمينة مقابل علاقات غرامية نهايتها معروفة لعدم التوافق الفكري بين الطرفين، فالرجل ينظر اليها على انها الغريزة وهي تنظر اليه على انه البنك الممول لرغباتهن التي لا تقف عند حد معين لا بل قد يطلعن على اسرار هؤلاء وبيعها للغير او ابتزازهم بصور معينة وغيرها من الامور التي تُعتبر نقطة تحول لمتغيرات مجتمعية تُنذر بالخطر على الاستقرار المجتمعي وتُشكل منعطف خطير نحو الجرائم المتأتية من هذه العلاقات الغير متكافئة، والتي تجعل من الانحراف وسيلة لتحقيق الغايات والشهوات.
ولعل تزايد حالات الطلاق ما هي الا احدى النتائج الوخيمة التي افرزتها مثل هذه العلاقات، كما وانها ساهمت وبشكل مباشر في انتشار المخدرات (وذلك من خلال استغلال احد طرفي العلاقة للأخر) التي تُدر ارباحاً على مروجيها ومتاجريها.
اليوم نحتاج لوقفة جادة ضد مثل هذه المواضيع التي اثرت على الرابطة الأُسرية والتي قد تنعكس سلباً على الاستقرار والأمن المجتمعي.