Muristek
رضا علي يحافظ على نكهة الغناء البغدادي الأصيل
بابل – كاظــم بهيــّـــة
رضا علي .. الغائب الحاضر في مُخيلتنا ، ماسكا بآلة عوده كأي فنان أصيل .. سيبقى صوته برقته وحنانه صداحا بأغانيه التي لا تنسى .. لم يفقد حلاوة صوته يوما ما .. منذ الخمسينات حينما بدأ حياته الفنية بأغنيته الشهيرة ( سمر .. سمر ) التي عاشت ردحا طويلا من الزمن ، ومازالت في ذاكرتنا التي حفظت له الكثير من الأغنيات العذبة التي نترنم بها ، تنساب حنجرته المتمكنة من الغناء الأصيل ، انضم إلى الرعيل الأول مع الفنانين : عباس جميل – جميل جرجيس – ناظم نعيم – محمد عبد المحسن – محمد كريم – يحيى حمدي .
فكان رضا علي يحتل مكانة بين هذه النخبة من فناني الخمسينات ، ومن الذين حافظوا على نكهة الغناء البغدادي الأصيل ، حاول الفنان الراحل ان يستخدم المقامات الموسيقية كعنصر لحني ، مع حفاظه على الخصائص الفنية للغناء البغدادي ، فلاحظنا ان الكثير من أغانيه تذوقها المستمع العربي كون اللهجة البغدادية هي اقرب اللهجات المحلية إلى اللغة العربية الفصحى ، كما رأى ، فأخذت أغانيه تؤدي بأصوات عربية لم يستطع وقتها أي ملحن من تحقيق ذلك ، بسبب إعجاب المطربات العربيات بألحانه كما في : “وحدك ملكت الروح ياأبن العشيرة ” لسميرة توفيق و” أدير العين ماعندي حبايب ” للمطربة العربية راوية و” ما يكفي دمع العين ” لفائزة احمد ووغيرها من الأغاني التي رددها المستمع العربي ، إضافة لأغانيه الجميلة مثل : “ذوبني كلبي وذاب ” التي غناها بصوته و”حرام تعذب كلبي ” لمائدة نزهت و” أنت الحبيب ” لزهور حسين و” كلب كلب ” لعفيفة اسكندر والقائمة تطول .
يبقى علي.. فنانا قديرا وكبيرا ، ذا صوت متميز لم يقلد أحدا ً ، رغم انه تأثر كثيرا بمحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش في مرحلته الأولى ، ناهيك عن انه كان رجلا وطنيا .. ليس بعيدا عن مأسي الحياة السياسية فأخذ يساهم مع أبناء شعبه آنذاك في التظاهرات ضد تسلط الاستعمار على ارض العروبة ، وشارك في التظاهرات من اجل نصرة شعب الجزائر مع الفنانين : جواد وادي وعبد الواحد جمعة كما ذكر لي طيب الذكر الدكتور جبار نايل احد المشاركين في التظاهرة في لقائي معه في مدينته( الكوفة) قبل رحيله ، ورغم مشاق الحياة التي كابدها من النظام السابق والظروف الصعبة التي عاناها عندما حجبت أغانيه وألحانه عن البث الإذاعي والتلفزيوني .