Breaking News >> News >> Azzaman


الإنهيار قائم إلا إذا.. – علي ضياء الدين   


Link [2022-02-16 01:53:53]



الإنهيار قائم إلا إذا.. – علي ضياء الدين

 يجب ألا نخدع أنفسنا طويلاً. العراق ليس في سبيله الى الإنهيار لكنه ينهار فعلاً. الإرضة تنخر فيه وهي لا تتوقف عن التناسل والإنتشار. لم تعد ملكات هذه الحشرة الهدامة تكتفي بالتحصن تحت الأرض وداخل الأسس لكنها بدأت تظهر الى العلن طفحاً وقيحاً جلدياً قبيحاً عصياً على العلاج. (النخب) الإجتماعية والسياسية والثقافية الجاهلة أو الناهبة أو المتعاونة مع الخارج أو المريضة بأكذوبة المكونات أو الجامعة لهذه العناوين كلها في آن واحد هي هذه الإرضة التي دفعت العراق الى هذا المصير. ما الذي ينتظر بلداً يدفع به هؤلاء ومنذ عشرين عاماً بهذا الإتجاه المدمر غيرالإنهياروالهلاك في آخر المطاف؟ الناس يسيرون في الشوارع وهم ذاهلون عن أنفسهم يتسامرون قليلاً ويتقاتلون كثيراً. يتوجهون الى أعمالهم ويتسوقون لكنهم في الحقيقة كالسائرين في نومهم أو تحت تأثير جرعة مفرطة من المخدر. لنتفحص المشهد من الخارج فقط كي نرى بأم العين تنامي ظاهرة القتل والإنتحار والخطف والإغتصاب وتعاطي المخدرات والإفلات من العقاب والتقاتل على المنافع والتشبث بالسلطة والقتلة المجهولين لكن المعروفين في ذات الوقت واللجان التحقيقية الأبدية والتخابر مع الأجنبي والتفاخر بالتبعية له وتفاقم الأمراض وتورط عينات من المجتمع نافذة في التهريب أو في تجارة المخدرات أو في التستر عليها وإنتشار السلاح المنفلت وسطوة الميليشيات المتعددة الولاءآت والطائرات المسيرة والعشوائيات وإنهيار أنظمة التعليم والصحة وفساد الإدارة وإدارة المال العام وعدم إحترام الدولة ومؤسساتها وترسيخ ثقافة المكونات بدلاً عن المواطنة وغير هذا من آلاف المظاهر. ما الذي يسمى هذا إذا لم يكن السقوط في الهاوية؟ هل هناك أمل، ولو بحده الأدنى، في تجنب هذا المصير؟ لا. طالما تشرين الجديدة لا تلوح في الأفق بروح وبرؤية جديدة حتى اللحظة و طالما بقيت الوجوه القبيحة والضمائر الميتة والقلوب المتوحشة التي لاتعرف الرحمة جاثمة على الأخناق وتتحكم بالمال والسلاح والميديا والوظيفة العامة وتحت خدمتهم جيوش من الإنتهازيين والمنتفعين والساقطين والأبواق الصاخبة.



Most Read

2024-09-23 19:27:25