Breaking News >> News >> Azzaman


سلاما يا وليد البيت – حسين الصدر


Link [2022-02-16 01:53:53]



سلاما يا وليد البيت – حسين الصدر

-1-

يا وليدَ البيتِ المُحَّرمِ إنيّ

في مَزَاياكَ غارقٌ في بحُوُرِ

ولو آني أنفقتُ عمري مَدْحاً

لاعتراني الشعورُ بالتقصيرِ

سيدي هبنيَ البيانَ فانّي

خائفٌ أنْ يخونَنَي تعبيري

أنتَ رغمَ الوضوحِ سرٌّ خفيٌّ

لم يزلْ غامِضاً بلا تفسيرِ

-2-

في أقدس بُقْعَةٍ على سطح هذا الكوكب، وفي بيت الله الحرام تحديداً، وُلِدَ أميرَ المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) في الثالث عشر من رجب – بعد عام الفيل بثلاثين سنة .

-3-

ولم يسبقه أحدٌ بمثل هذه الولادة المباركة كما لم يلحقه أحد ..

فهو أولُ وآخرُ وليدٍ في هذا البيت الحرام .

-4-

وكأنّ هذه الولادة الميمونة اشارة صريحة الى ما يحمله هذا الوليد الاستثنائي من مواصفات استثنائية غير قابلة للاستنساخ على الاطلاق .

-5-

انّ هذه الولادة المباركة في بيتِ الله الحرام كانت مفتاحَ فتُوحاتٍ رساليّة تغنّت بها دنيا القيم والمروءات والانجازات الباهرة .

-6-

وهذا الوليد المبارك هو الذي حطّم جميع الاصنام التي كانت على ظهر الكعبة بعد أنْ صَعَدَ على أكتاف الرسول العظيم محمد (ص) .

-7-

وكما حطّم أصنامَ الجاهلية كلَّها فقد تنزه عن السجود لواحد منها، ومِنْ هنا قيل:

كرّم الله وَجْهَهَ

اي كرّمه عن السجود للأصنام

-8-

وتخفيفا عن الاعباء المالية التي كان ( ابو طالب ) ينوء بها، أخذ النبي (ص) علياً (ع) ليتولى بنفسه تربيتَهُ وإعدادَهُ للمهام الرساليةِ الخطيرة .

وهكذا صُنع عليّ (ع) على عين الرسول (ص)، وكان الشخصية الفذّة التي عجز عن ايفائها حقها الناس، غير أنَّ الله سبحانه ورسوله أولياه ما يستحق من رفعة ومكانة وأمجاد، تنطق بذلك مئات الأيات في الكتاب العزيز وآلاف الروايات الواردة بحقه وعلى لسان الرسول (ص) الذي أتخذه منذ ( يوم الدار ) أخا ووزيراً ووصيا ووارثا .

-9-

انّ حب عليّ (ع) هو عنوان صحيفة المؤمن ، فحبُّه ايمان وبُغْضُه كفر ونفاق .

-10-

واعترفت الأمم المتحدة أخيراً بالدور التاريخي لصاحب النهج العظيم

 ( عليه السلام ) وأشادت به اشادة باهرة ملحوظة .

-11-

ان عليا (ع) باختصار هو المعجزة الثانية للرسول محمد (ص) :كانت معجزته الاولى القرآن ،وكان علي (ع) معجزتَه الثانية، حيث ترجم القرآن في مساراته كلها ، في السلم وفي الحرب ، وفي العسر واليسر ، وقبل الخلافة وبعدها .

-12-

وعلى ضفاف مكارمه ومآثره ، يلتقي روّاد المعرفة والعدل وعشّاق التكامل الروحي والاخلاقي والثقافي لينهلوا من ينابيع عطائه الجزيل .

فسلام عليه يوم ولد ، ويوم أعطى عطاءاته الفذة الخالدة ، ويوم ودّع مضمخا بدم الشهادة في بيت الله .

 وكَتَبَنا الله واياكم في ديوان مُحِبيه وأنصاره، وثبتنا على ولائه للفوز بشفاعته يوم الدين .



Most Read

2024-09-23 19:33:54