أربيل – نوزارد حسن
بغداد – عبدالحسين غزال
أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، الاثنين، ترشيح وزير داخلية إقليم كردستان العراق ريبر أحمد بارزاني لمنصب رئيس جمهورية العراق، إثر استبعاد المرشح السابق للحزب هوشيار زيباري بقرار قضائي.
والمرشح الجديد شخصية نضالية عريقة في حزبه، يجيد عددا من اللغات منها العربية ، ويتسم بالنظرة الثاقبة للامور والتروي والدراسة قبل اتخاذ القرارات ، وتوخي اقصى درجات العدالة في التعامل مع المواطنين بحسب مصادر قريبة منه .
وقال المتحدث باسم الحزب محمود محمد في بيان امس، إن الحزب رشح رسميا ريبر أحمد وزير الداخلية في حكومة الإقليم لمنصب رئيس الجمهورية العراقية.
وأضاف أن «ترشيح أحمد يأتي من أجل استمرار الخطوات الدستورية للعملية السياسية في العراق بعد التطورات السياسية والعراقيل التي وضعت أمام اختيار رئيس الجمهورية»، في إشارة إلى استبعاد هوشيار زيباري.
فيما يتمسك الاتحاد الوطني الكردستاني بمرشحه المنافس برهم صالح، لكن دعوات عدة ظهرت في الساعات الاخيرة دعت الاتحاد الوطني الى ترشيح بديل لصالح الذي لا يحظى بإجماع الكرد . ولا يزال الغموض يلف الاجتماعات التي عقدها الحزبان الكرديان في أربيل ، لاسيما الاجتماع الثنائي الذي وصف بالمهم والخطير بيم مسعود بارزاني وبافل طالباني قبل ثلاثة أيام . وعلمت – الزمان -ان ريبر أحمد، وهو وزير الداخلية في حكومة اقليم كوردستان حالياً، أبن قرية «هرن» في منطقة زيبار بدهوك، وأتبعت عائلته منذ القدم شيوخ بارزان، يعد اليوم هو الناجي الوحيد من بين أفراد عائلته- من الذكور- التي أبيدت بأكملها في مجرزة الانفال سيئة الصيت للنظام السابق- وبقيت والدته- التي كابدت الصعاب الجمّة و تكفلت بتربيته بمفردها.
وكانت حملة الأنفال التي قادها علي حسن المجيد مسؤول تنظيم الشمال في البعث ، انطلقت في تموز/يوليو العام 1983 باعتقال 8 آلاف شخص من بارزان، وتبع هذه الحملة عمليات ابادة طالت مناطق اخرى في الاقليم وانتهت بحسب التقديرات بمقتل 180 الف شخص على الاقل، بينهم العديد من الأطفال والنساء والمسنين، فضلاً عن تهجير ونزوح مئات آلاف آخرين، في ابشع عمليات الإبادة ضد الجنس البشري بعد الهولوكوست ..
والان، يعود «الناجي الوحيد» من حافة الموت، الى إعلانه مرشحاً لخوض المعركة التنافسية على منصب رئيس جمهورية العراق. إذ سيتنافس ريبر أحمد مع أكثر من 20 مرشحا آخرين، بينهم الرئيس الحالي برهم صالح عن الاتحاد الوطني الكوردستاني
ويأتي هذا القرار غداة استبعاد زيباري من سباق الرئاسة بقرار من المحكمة الاتحادية العليا التي قالت إنه لا يحظى بالشروط الدستورية لشغل المنصب على خلفية استجوابه في البرلمان وسحب الثقة منه على خلفية الاشتباه بتورطه في ملفات فساد عندما كان وزيرا للمالية (2014-2016).
والمرشح الجديد للحزب الديمقراطي (31 مقعدا من أصل 329) سيكون منافسا رئيسيا لشغل المنصب إلى جانب الرئيس الحالي برهم صالح مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني (17 مقعدا) بزعامة بافل طالباني، فيما يوجد مرشحون آخرون ولكن حظوظهم أقل. وبموجب عرف سياسي متبع في العراق منذ 2006، فإن الأكراد يشغلون منصب رئيس الجمهورية.. وكان البرلمان العراقي قد فشل الاثنين الماضي، في عقد الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، إثر مقاطعة غالبية الكتل السياسية للجلسة نتيجة الخلافات بشأن المرشحين وأيضاً بخصوص تشكيل الحكومة المقبلة. وانتخاب رئيس جديد للبلاد خطوة لابد منها للمضي قدما في تشكيل الحكومة المقبلة، وفق دستور البلاد، وذلك عقب الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
2024-09-23 21:31:27