غداً
هو تمام القمر . تسمّيه الناسُ بدراً . غداً سأصعد فوق سطح الدار . غداً سأخدعه بخرافة الحوت .غداً سأعوي تحته مثل ذئب جريح .غداً سأقذف صنّارتي الذكيةَ صوبَهُ .
أقصد القمر
سأصطاده بقوة المصادفة وحسن الحظّ
وسأدسّهُ ببطن كيسٍ أبيض يشبه وجهَهُ
سأنطرُ يومَ الجمعة
سأشيلهُ على ظهري
البدر أقصد
وأبيعهُ بسوق سقف السيل
وقبل صلاة الجمعة بعشر شهقات
سأرتقي دكّةً مزروعةً في خاصرة المسجد الكبير
وأطشُّ سعر قمري الجميل
على جسومٍ كثيرةٍ
غداً
سأرفعُ كأسَ صوفيا لورين
وأسكر بصحة بغداد
غداً
سأتدروشُ وأدور حول نفسي
وأدوخُ مثل أرض الله
غداً
سأركب ظهر بحر عظيم
كي أنجو مني
غداً
سأرفع صوت المذياع على وسعه وأرتّل مع أم كلثوم
“ أغداً ألقاك … يا خوفَ فؤادي من غدي “
غداً
سأدقُّ مسماراً عملاقاً بكفّي
كي أتعلق ببقيا أمل
غداً
ستجدونني مصلوباً على جدار الضحك
مثل روزنامة حائط يابسة
تتوسّل سقوطَ ورقتِها الأخيرة
غداً
سأمحو من ذاكرتي كلَّ الجمل السخيفة
ليس ثمة قنديل يتوامض بأخير الزقاق
والصبر لم يفتح باب البلاد
غداً
سأصنع مفتاحاً رحيماً
أفضُّ به بكارة كلِّ الأقفال
2024-09-23 21:34:56