Muristek
بداية سقوط الفساد – صلاح سعيد أمين
لايمكن أبداً أن ننسى ضربة الفساد لبنيتنا، إنساناً ومجتمعاً، الفساد المستشري في كل مفاصلنا دمر حياتنا وأبعدنا عن حب بلدنا ومسقط رؤسنا وعن بيئتنا التي فيها آمالنا وآلامنا، والأخطر من ذلك هو أن نحمل الفساد وتداعياته النتنة على أكتاف فئة معينة في المجتمع ونبرئ الآخرين الذين يعيشون في نفس المجتمع!من الأغرب جداً، أن يحدث أي فساد صغيراً أو كبيراً في أية نقطة حياتية متصلة بنا دون مشاركة الكل، والكل في المجتمع مسؤول عن حدوث أي فساد أو خراب أو أي خرق قانوني أو أي شيء آخر من هذا القبيل.مسؤلية حدوث الفساد تقع على الكل لا الجزء، لسبب بسيط وهو: إن الجزء لايمكن أن يكون فاسداً إن لم تهيئ مساحة مناسبة لفساده في ظل صمت الباقي الآخرين، بمعنى آخر: حينما نصمت إزاء ما جري ويجري من حولنا من الفساد بشتى أنواعه وهذا ببساطة يعنى نحن شركاء فيه ونصفيق للفاسد ونباركه على فساده.والأهم، قبل أن نكسر الصمت إزاء أي فساد يجري في محيطنا علينا أن نكون مصلحين رافضين للفساد مع أنفسنا أولاً وفي أسرتنا وفي أماكن عملنا المختلفة ثانياً.