Breaking News >> News >> Azzaman


الرئيس والبرغي والمدّعي والمدّعى عليه


Link [2022-02-14 07:12:07]



فاتح عبدالسلام

 

لا‭ ‬اكترث‭ ‬للمهاترات‭ ‬التي‭ ‬تلبس‭ ‬لبوس‭ ‬القضايا‭ ‬والدعاوى‭ ‬القانونية‭ ‬بين‭ ‬السياسيين،‭ ‬لأنّ‭ ‬تجربة‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬تحيل‭ ‬الى‭ ‬حقيقة‭ ‬مستقرة‭ ‬في‭ ‬ضمائر‭ ‬الملايين‭ ‬مفادها‭ ‬انّ‭ ‬السياسي‭ ‬المدّعي‭ ‬والسياسي‭ ‬المدّعى‭ ‬عليه‭ ‬مدانان‭ ‬بنفس‭ ‬المقدار،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬انتصرت‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ ‬لفلان‭ ‬ضد‭ ‬علان،‭ ‬انّهم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬البراغي‭ ‬المزنجرة‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬سحقت‭ ‬بمسيرتها‭ ‬كلّ‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬تنتصر‭ ‬لحق‭ ‬الوطن‭ ‬ضد‭ ‬مبتدعات‭ ‬السياسيين‭ ‬وأصحاب‭ ‬الجهات‭ ‬الانقسامية‭ ‬بكل‭ ‬أنواعها‭ ‬العادية،‭ ‬والكبيرة،‭ ‬والمدنسة،‭ ‬والمقدسة‭.‬

لكن‭ ‬هناك‭ ‬فلتات‭ ‬من‭ ‬التعابير‭ ‬التي‭ ‬تسقط‭ ‬من‭ ‬لسان‭ ‬سياسي‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬هناك‭ ‬تثير‭ ‬الشجون،‭ ‬واليوم‭ ‬سمعتُ‭ ‬سياسياً‭ ‬يقول‭ ‬انَّ‭ ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للعراق‭ ‬رئيس‭ ‬قوي‭. ‬ويقصد‭ ‬هنا‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬وليس‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬يتوق‭ ‬الى‭ ‬جعل‭ ‬اسم‭ ‬البلد‭ ‬مهابا‭ ‬وحدوده‭ ‬مصانة‭ ‬وجواز‭ ‬سفره‭ ‬محترماً‭ ‬وعملته‭ ‬قابلة‭ ‬للصرف‭ ‬في‭ ‬بنوك‭ ‬العالم‭ ‬كأية‭ ‬عملة‭ ‬تزاحم‭ ‬الدولار‭ ‬والاسترليني‭ ‬واليورو‭.‬

من‭ ‬حيث‭ ‬المبدأ،‭ ‬يرتبط‭ ‬مفهوم‭ ‬القوة‭ ‬لأي‭ ‬رئيس‭ ‬للجمهورية‭ ‬او‭ ‬الحكومة،‭ ‬بحسن‭ ‬استخدامه‭ ‬النص‭ ‬القانوني‭ ‬والدستوري‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬والتوقيت‭ ‬المناسبين‭ ‬في‭ ‬رحاب‭ ‬نظر‭ ‬الرحمة‭ ‬التي‭ ‬تستوعب‭ ‬العدالة‭ ‬ذاتها،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬انَّ‭ ‬الدستور‭ ‬والتشريعات‭ ‬هي‭ ‬حامية‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬أوحى‭ ‬لنا‭ ‬سلوك‭ ‬السياسيين‭ ‬بأنّها‭ ‬بلاد‭ ‬سائبة‭ ‬لا‭ ‬قانون‭ ‬فيها‭ ‬إلاّ‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭ ‬لتطبيقه‭ ‬على‭ ‬الخصوم،‭ ‬وفي‭ ‬المناسبات‭ ‬السياسية‭ ‬التنافسية‭ ‬كزمن‭ ‬إقامة‭ ‬التحالفات‭ ‬أو‭ ‬التحضير‭ ‬للانتخابات‭ ‬أو‭ ‬التهيئة‭ ‬للترشيحات‭ ‬المهمة‭.‬

الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬يطبّق‭ ‬القانون‭ ‬ويجتهد‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تحسين‭ ‬التشريعات‭ ‬بما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬حماية‭ ‬كرامة‭ ‬الشعب‭ ‬وسيادة‭ ‬البلاد‭ ‬وثروات‭ ‬الأجيال،‭ ‬هو‭ ‬الرئيس‭ ‬القوي،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حزب‭ ‬يأويه‭ ‬عند‭ ‬احتدام‭ ‬الخطوب‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬دولة‭ ‬يستقوي‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬جلدته‭.‬

لا‭ ‬قوة‭ ‬لرئيس‭ ‬إلا‭ ‬بمنتوجه‭ ‬الوطني،‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬والسلوك‭ ‬والعدالة‭ ‬وحمل‭ ‬شعار‭ ‬العراق‭ ‬أولاً‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬والإخلاص‭ ‬للتراب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تجزئة‭.‬

أيّ‭ ‬رئيس‭ ‬مقبل،‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يدرك،‭ ‬حقيقة،‭ ‬لا‭ ‬مجاملة‭ ‬في‭ ‬التورية‭ ‬بشأنها،‭ ‬وهي‭ ‬أنّ‭ ‬العراقي‭ ‬انسان‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬اليأس‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الأوضاع‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬وربّما‭ ‬وصل‭ ‬الى‭ ‬الدرجة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬سيقفز‭ ‬بعدها‭ ‬الى‭ ‬الشارع،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رجعة‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬فاستلحقوا‭ ‬أمركم‭.‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com



Most Read

2024-09-23 23:28:55