Muristek
جريمة ملجأ العامرية لن تنسى بالتقادم
بغداد – الزمان
تمر علينا الذكرى السنوية للمجزرة الجماعية التي نفذتها طائرات العدوان الامريكية ليلة 13 شباط 1991 عندما استهدفوا الملجأ المحصن بصواريخ لولبية استخدمت لاول مرة في التاريخ . . وكان الملجأ مأهولاً بالمدنيين من النساء والاطفال . . في تلك الليلة السوداء نتج عن ذلك القصف استشهاد 403 من المواطنين بينهم 52 طفلاً رضيعاً والبقية من النسوة 261 امرأة وبعض الرجال ممن كلفوا بتقديم خدمات الملجأ من وقود وتمريض وماء وكهرباء وحراسة مدنية او كبار السن من الشيوخ . . . وكانت تعليمات الدفاع المدني تمنع الشباب من المبيت في كل الملاجئ المنتشرة في العاصمة حرصاً على وضع العوائل والاستفادة من طاقات الشباب خارج الملاجئ، في تلك الجريمة ابيدت عوائل بكاملها تحت انقاض الملجأ . . لقد كانت ليلة العامرية فجيعة بشرية . . فقد احترق من كان في الداخل، كانوا محاصرين بالنار والابخرة والبارود والدخان في اقسى لحظة من لحظات الغدر والخسة . . كان انتشال الجثث من الركام مشهداً يبعث على الرعب والفزع والخوف والألم والحزن والدموع . . لقد كانت كل الجثث مشوهة ومتفحمة ومقطعة الاوصال، اما الاطفال فقد كانت جثثهم اكواماً من لحم محترق ومن هياكل محطمة وكان من المستحيل التعرف على اغلبهم . لقد كانت ليلة العامرية ليلة الدم المسفوح على عتبة من عتبات الوطن . . كانت ليلة العامرية ليلة حزن فاجع عصف بالعراقيين وملأ دواخلهم بالالم والاسى . .
رحم الله شهداء ملجأ العامرية وكل شهداء الوطن والامة .