Breaking News >> News >> Azzaman


هذا هو ديدنهم ..!! – حسين الصدر


Link [2022-02-12 22:52:36]



هذا هو ديدنهم ..!! – حسين الصدر

-1-

تناقلت كتب الأدب أخبار ( أبي العيناء ) ( محمد بن القاسم ) وكان سريع البديهة ، حاضر النكتة ، لاذع الجواب

قال له المتوكل يوما :

بلغني ان فيك شرّا ، فقال :

إنْ يكن الشرُ ذِكْرَ المُحسنِ باحسانه ، والمسيء باساءته فقد زكّى الله تعالى وذَمَّ ،

فقال في التزكية :

(نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )

ص /44

وقال في الذم :

هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ  عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ

القلم / 11 -12 -13

 فَذّمَهُ الله تعالى حتى قذفه ،

وقد قال الشاعر :

اذا أَنَا بالمعروفِ لم أَكُ دِائباً

ولم أذممِ الجِبْسَ اللئيمَ المُذمَما

فَفِيمَ عرفتُ الخيرَ والشرَ باسمه

وَشقَّ لي الله المسامعَ والفَمَا ؟

الى آخر ما قال

هذا مثال واحد من الأمثلة على سرعة الجواب عنده، معززا بالآيات والشواهد الأدبية البديعة .

-2-

وقد جاء في أخباره :

انّ عبيد الله بن يحيى بن خاقان قال له يوماً :

” اعذرني فاني عنك مشغول “

فأجابه أبو العيناء .

” فاذا فرغتَ لم احتج اليك “

وجاء في أخباره أيضا :

ان بعض الوزراء شكا كثرة الأشغال فقال له أبو العيناء :

لا أراني الله يوم فراغك

-3-

الاعتذار بالانشغال من قبل العديد من السلطويين الذين يتهربون من استقبال قاصديهم من الأصدقاء أو من ذوي الحاجات، ليس أمراً طارئا جديداً بل هو معروف منذ قديم الزمن، الاّ ان السلطويين في ( العراق الجديد)  بالغوا بالتهرب من المواطنين، فهم غالباً يسارعون الى تغيير أرقام هواتفهم ، ويقيمون الحواجز بينهم وبين من يريد لقاءهم من الأصدقاء أو غيرهم، ويتعذرون بالأشغال التي تحول بينهم وبين مُرِيدِي لقائهم ..!!

ويخيّل لهم أنه عذر مقبول، مع انّه عذر واهٍ للغاية، ذلك انّهم انما يُقْصَدُون في أيام قدرتهم على انجاز ما يُراد منهم، أما اذا زالت عنهم المناصب فلن يسأل عنهم أحد، وانّ من يخذلك عند الحاجة لا يحق له أنْ يحظى منك بودّ أو امتنان، وهذا هو الخسران …



Most Read

2024-09-24 01:29:40