Breaking News >> News >> Azzaman


هل وزعت روسيا البيان رقم واحد للحرب؟


Link [2022-02-12 03:52:14]



فاتح عبدالسلام

كأنَّ‭ ‬موسكو‭ ‬أبلغت،‭ ‬عبر‭ ‬الايحاء‭ ‬أو‭ ‬التصريح،‭ ‬واشنطن‭ ‬والزعماء‭ ‬الذين‭ ‬وفدوا‭ ‬اليها،‭ ‬بأنَّ‭ ‬لديها‭ ‬قرارها‭ ‬الخاص‭ ‬بأوكرانيا،‭ ‬غزواً‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬صيغة‭ ‬أخرى،‭ ‬وانه‭ ‬لا‭ ‬تنوي‭ ‬الرجوع‭ ‬عنه،‭ ‬وإلا‭ ‬ما‭ ‬معنى‭ ‬هذا‭ ‬الإنذار‭ ‬لدى‭ ‬حلف‭ ‬الأطلسي‭ ‬والعواصم‭ ‬الغربية،‭ ‬مع‭ ‬الطلب‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والبريطانيين‭ ‬والرعايا‭ ‬الاخرين‭ ‬لدول‭ ‬غربية‭ ‬بمغادرة‭ ‬أوكرانيا‭ ‬فوراً‭. ‬

الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬بوتين‭ ‬يبدو‭ ‬انه‭ ‬اتخذ‭ ‬القرار،‭ ‬ويتفاوض‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬سياقات‭ ‬تنفيذه،‭ ‬والعالم‭ ‬الغربي‭ ‬بات‭ ‬يتحسب‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬أوكرانيا‭ ‬أو‭ ‬بهذه‭ ‬الصورة‭ ‬وضعتهم‭ ‬موسكو‭ ‬لكي‭ ‬تبدو‭ ‬اوكرانيا‭ ‬كتحصيل‭ ‬حاصل‭ ‬في‭ ‬الحسابات‭ ‬الروسية‭.‬

هل‭ ‬يسترجع‭ ‬بوتين‭ ‬درسا‭ ‬عمره‭ ‬اثنان‭ ‬وثلاثون‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬الثالث،‭ ‬حين‭ ‬غزا‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬الكويت،‭ ‬مع‭ ‬فارق‭ ‬أساسي‭ ‬بحجوم‭ ‬الدول،‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬للعقوبات‭ ‬المضادة‭. ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬الزمن‭ ‬صدرت‭ ‬العقوبات‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الامن‭ ‬الدولي‭ ‬وأخرى‭ ‬أمريكية‭ ‬أيضا،‭ ‬واليوم،‭ ‬يبدو‭ ‬المشهد‭ ‬الدولي‭ ‬مختلفاً،‭ ‬وان‭ ‬العقوبات‭ ‬ستكون‭ ‬أمريكية‭ ‬وأوربية،‭ ‬ولن‭ ‬تشارك‭ ‬فيها‭ ‬دول‭ ‬كبيرة‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬جيران‭ ‬روسيا،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬انّ‭ ‬روسيا‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الامن‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يفترض‭ ‬انه‭ ‬يمسك‭ ‬بصمامات‭ ‬الحرب‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وانَّ‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬معادلة‭ ‬مهمات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬يعني‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثالثة‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬لنقل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الافتراضية‭.‬

يبدو‭ ‬انَّ‭ ‬التقاسمات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬النفوذ‭ ‬بين‭ ‬الكبار‭ ‬مع‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬ستمر‭ ‬بمضائق‭ ‬الحروب‭ ‬أيضا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تستقر‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬جديد،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬حروبا‭ ‬مُقننة‭ ‬للكبار،‭ ‬وليست‭ ‬شاملة‭. ‬كما‭ ‬انَّ‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬الغاضب‭ ‬الساعة‭ ‬قد‭ ‬يجد‭ ‬في‭ ‬التصرف‭ ‬الروسي‭ ‬فرصا‭ ‬ثمينة‭ ‬لإعادة‭ ‬الانتشار‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬دول‭ ‬مجاورة‭ ‬للروس،‭ ‬ومنها‭ ‬بولندا‭ ‬الحليف‭ ‬لأمريكا،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تقبل‭ ‬موازنة‭ ‬كفة‭ ‬الغزو‭ ‬باستقبال‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬الامريكية‭ ‬أو‭ ‬الأطلسية‭. ‬وكذلك‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬أوربية‭ ‬شرقية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي‭.‬

روسيا‭ ‬تعرف‭ ‬انَّ‭ ‬أنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬نحو‭ ‬ألمانيا،‭ ‬المُهدد‭ ‬بالإغلاق،‭ ‬هو‭ ‬خراب‭ ‬عليها‭ ‬وعلى‭ ‬خصومها‭. ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬ربما‭ ‬ليس‭ ‬بيد‭ ‬الآخرين‭ ‬سوى‭ ‬جعل‭ ‬كلفة‭ ‬الحرب‭ ‬وبالاً‭ ‬ثقيلاً‭ ‬على‭ ‬الروس‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬النواحي‭.‬

الأوراق‭ ‬كلها‭ ‬ستختلط،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬حدث‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي،‭ ‬ولا‭ ‬ضمانات‭ ‬بعدم‭ ‬توسع‭ ‬الحرب‭. ‬مَن‭ ‬يعطي‭ ‬الضمانات‭ ‬هنا،‭ ‬الذي‭ ‬يشن‭ ‬الحرب‭ ‬أم‭ ‬سواه؟

أما‭ ‬اذا‭ ‬لم‭ ‬تقع‭ ‬الحرب‭ ‬فتكون‭ ‬روسيا‭ ‬قد‭ ‬شنتها‭ ‬بطريقة‭ ‬أخرى‭.‬

رئيس التحرير -الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com



Most Read

2024-09-24 01:35:30