-في ذكرى الشريف الرضي
يا ظَبيَةَ البانِ إطلقي
ساقَيكِ رَكضاً وابتهاجا.
لا ذئبَ يَقرُبُ أو يَحومْ.
الماءُ عِندَكِ في مكامِنِهِ الخفيّةْ
والعشبُ لَن تنسى المرورَ بهِ الغيومْ.
هلّا احتملتِ عليكِ يوما
قلبي المُعنّى، الساهرا
فلعلّني انسَ احتطابيَ شاعرا
في الغابةِ المتشابكةْ
مِن هذه الصورِ العصيّة.
-(……..)
يا فاءُ، يا فائي الفريدةْ
سأظَلُّ طِيلةَ عمريَ الخابي، الكئيبْ
مُتنهّداً، مُتحسّرا.
لم أخطُ تلكَ الخطوةَ الأولى، الأخيرةْ
فأضُمَّ حُسنَكِ مَرّةً
مَلءَ اشتياقي واحتراقيْ
فأرى (الهوى)
طيراً خفيّاً لا يُرى
يعلو الذُرى
متجدّداً في الزُرقةِ العليا، البعيدة.
-الغُصنُ يعلو يا صغار
تفّاحةٌ حَمراءُ قانيةٌ على
غُصنٍ بدا
لي كُلَّما امتدّت يَدي يوماً اليهْ
أعلى فأعلى.
لن استريحَ ولَن أُريحْ
غُصناً ثقيلَ الروحِ إلّا
بَعدَ اقتطافْ.
الليلُ جاءْ
والغُصنُ يقرُبُ أو يُعانِدُ كالرجاءْ.
وغداً يجيءُ الآخرونْ
والعابرونْ
يَتسَارعونَ بلا عددْ.
يا غُصنُ، يا شيخاً جَهولْ
إن لم تَكُفَّ عَن المعابثةِ الشقيّةْ
سَأقِصُّ مِنكَ اللحيتينْ
وبلا بَقيّةْ.
-شجرةُ السِدْر
عُصفورُ، يا عُصفورَ سِدْرةْ
مهما بدت خضراءَ فهي تُذكّرُ المتزاحمينْ
بالظلمةِ السفلى، (بمُنكرَ) أو (نكيرْ).
لا تمرَ تُعطينا، ولا نبقَ اقتطافْ.
فإلى متى تعلو الضِفافْ؟
عصفورُ طِرْ بي طيّعاً، طِرْ بي بعيدا
وانزلْ بنا في أيِّ وكرٍ أو مطارْ
بل في حِمى مقهىً بموسكو
مقهىً أُزيلَ ولم يزلْ غَضَّ الإهاب
قد كان يُدعى، مرّةً، مقهى الشباب!
-الكناريُّ
إلى صاحبته الطفلة سما
يا طائراً صَبّاً، سبيّا
طفلاً غريباً أو صبيّا.
يا ساكناً قفصاً سفيهاً، موصَدا
متواثباً ومُزغرِدا.
الماءُ في قدحٍ أمينْ
والزادُ عندكَ عن شِمالٍ أو يمينْ.
لا قِطَّ يجرؤُ أو غرابْ
لا جارَ إلّا الطيبينَ من الصِحابْ.
فإذا افتقدتَ الوردَ فجرا
(فالمزهريّةُ) عن كثَبْ.
لكنَّ مثلَكَ لم يزلْ سَئِماً، مُضاما.
ماذا ستمنحُني إذا ما
بيَدي أَزَحتُ البابَ عنكَ إلى الفضا؟
فأجابني متأنّيا
متأمّلاً، مُتغنّيا:
لا شيءَ يَعدلُ، في الوجودِ، سويعةً
فوقَ الغصونْ
أو في العَراءِ الأزرقِ، الرحبِ، الحنون!
2024-09-24 01:31:41