Breaking News >> News >> Azzaman


من الحجاب ما قتل – نوزاد حسن


Link [2022-02-12 01:32:22]



من الحجاب ما قتل – نوزاد حسن

نقتل في العراق بصور مختلفة.

نقتل برصاصة طائشة تطلق في عرس او موت شيخ عشيرة.

نقتل في حادثة سيارة او اغتيال او جرعة خاطئة من علاج كورونا.

نقتل بطرق مختلفة لكنني لم اكن اعتقد ان سبب الموت قد يكون حجابا لم تضعه طالبة موصلية على راسها.والحكاية نعرفها جميعا.

لنضف اذن الحجاب الى قائمة اسباب موتنا,ولنتذكر تلك الطالبة المسكينة التي خسرت حياتها وكأنها تمثل دورا عبثيا في رواية وجودية.

يالله كم تحدث تحت سمائك من كوارث.نغضب قليلا وننزعج ثم تطوى صفحة الموت,ويبتلع النسيان الضحية.هل هذا هو كل ما نقوم به ونفعله ازاء حادثة غريبة كموت تلط الطالبة؟

اعادني موت سما الموصلية الى لحظة قديمة حين اعطتني احدى المعلمات هدية لانني متفوق.ركضت من المدرسة الى البيت فرحا وانا احمل علبة الالوان بيدي.ركضت قاطعا المسافة الطويلة التي تبلغ كيلومترا او اكثر قليلا دون توقف.المهم كنت اريد ان اري والدتي هديتي.

  في تلك اللحظة كانت الدنيا كلها هي علبة الالوان التي حصلت عليها.ما معنى هذا؟

معناه ان الطلبة وعلى الاخص في المرحلة الابتدائية يشعرون بضغط نفسي كبير.انا اتحدث عن طلبة يندمجون في عالمهم الدراسي وكتبهم ودروسهم.تصبح الدنيا كلها في نظرهم القراءة ومراجعة الدروس والحصول على درجات عالية.

 هذا العالم الخفي للطلبة قد لا يشعر به كثير من المعلمين والمدرسين.يبقى الطلاب صناديق سوداء مع همومهم واحلامهم.وتكون مسؤولية المعلم والمدرس الذكي ان يفهم ما يفكر فيه الطلاب وما يعانونه من ضغط يومي.

 ما حدث مع سما الموصلية شيء فظيع.؟

حدث ان كل عالم هذه الطالبة المسكينة الغي لمجرد انها لم تكن تضع الحجاب.لم يفكر احد بما ستعانيه هذه الطالبة لو انها حرمت من الامتحان.واظن ان ما تفجر في داخلي من فرح وانا اركض بهديتي الى البيت يقابله خوف وانهيار مدمران كانت تحس بهما تلك الطالبة المسكينة بعد منعها من اداء الامتحان.

 اتخيل انهيارها النفسي وهي تسرع عائدة الى البيت.اتخيل ندمها وخوفها وما يعني لها رسوبها.اية افكار كانت تتفجر كالقنابل في داخلها.؟

 اتساءل اين الرسالة التربوية والرحمة واكتشاف عوالم الطلاب الذين نلمح فيهم رغبة حقيقية في التعلم,والتفوق.

 اظن انها رسالة قاسية ان تموت طالبة بهذا الشكل العبثي.وعلى وزارة التربية ان تعيد النظر في اداء مدراء المدارس الذي يكتسبون في اكثر الاحيان مظهرا قويا لانهم يعتقدون ان الامور ستفلت ان لم يكن المدير او المديرة حاسمة.ولا اعرف اين الحسم في قضية الطالبة سما الموصلية.

 لا بد من دراسة هذه الحادثة,ولا بد ايضا من متابعة ادارات المدارس,ودفع المعلمين والمدرسين على مشاركة طلابهم بعض مشاكلهم.انا لا اتحدث عن احلام بل عن وقائع عشتها وشاهدتها.فالمعلم الناجح,والمدرس الذكي هو من يفهم طلابه الذين يبدون حبا للتعلم وذكاء ملحوظا.



Most Read

2024-09-24 03:36:05