فاتح عبدالسلام
كنتُ في الأردن استمع الى حديث، نقله التلفزيوني الأردني في العام ١٩٩٧، ابدى فيه العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال امتعاضه من عبور الصواريخ العراقية الأجواء الأردنية نحو إسرائيل في خلال حرب غزو الكويت العام ١٩٩١، من دون مراعاة لحياة الملايين من المدنيين في الأردن ، ومن دون علم مسبق لأخذ الحيطة التي قد لا تنفع عند حدوث الكوارث، في ظل إمكانية عالية لسقوط الصواريخ فوق الأردن مع غموض الوضع في وقتها بشأن إمكانية ان تكون تلك الصواريخ تحمل العنصر الكيمياوي، لاسيما الكيمياوي المزدوج الذي كان العراق قد اعلن امتلاكه له في مطلع نيسان ١٩٩٠.
اليوم، تجري مطالبة العراق من قبل ايران خاصة، أن يمتنع عن السماح في ان تكون الأراضي او الأجواء العراقية ممراً أو واسطة أو منطلقا لضرب المنشآت النووية الإيرانية أو أي هدف في ايران من قبل أي دولة. والعراق يتعهد في كل مناسبة، أن يرفض السماح بأن يكون ممراً لأي هجوم على ايران، بالرغم من أنّ الجميع يعلم انّ العراق بلد ضعيف الإمكانات العسكرية، وليس له حول ولا قوة ،اذا قامت حرب كبيرة بين القوى العظمى وايران.
في مقابل ذلك، لا يوجد أي تعهد من إيران للعراق ان لا يجري استخدام الأراضي أو الأجواء العراقية في اية حرب محتملة في المنطقة. وقبل ساعات أعلنت إيران عن امتلاك الحرس الثوري صاروخاً بالستياً من نوع أرض -أرض، يحمل اسم – خيبر شكن – يتجاوز مداه ألفاً وأربعمائة وخمسين كيلو متراً، بما يمكّنه من ضرب أي هدف في إسرائيل، وهذا يعني ان يعبر ذلك الصاروخ لامحالة الأجواء العراقية في مهمته الحربية الهجومية، وقد يكون تدميره من قبل الجهة المقابلة فوق الأراضي العراقية، أو انه قد يتحطم لأي سبب فوق مدن البلاد، ذلك انّ الحروب جميعها، عمياء مهما كانت مبصرة.
العراق، يقع في منطقة صراعات وحروب، لا ضمانات له من اي طرف دولي او اقليمي، بشأن تداعياتها عليه، ولا يزال المجهول مطوياً خلف حدودنا مع جميع دول الجوار.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
fatihabdulsalam@hotmail.com
2024-09-24 03:36:53