Breaking News >> News >> Azzaman


عبور الصواريخ أجواء العراق


Link [2022-02-10 02:53:29]



فاتح عبدالسلام

 

كنتُ‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬استمع‭ ‬الى‭ ‬حديث،‭ ‬نقله‭ ‬التلفزيوني‭ ‬الأردني‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬١٩٩٧،‭ ‬ابدى‭ ‬فيه‭ ‬العاهل‭ ‬الأردني‭ ‬الراحل‭ ‬الملك‭ ‬الحسين‭ ‬بن‭ ‬طلال‭ ‬امتعاضه‭ ‬من‭ ‬عبور‭ ‬الصواريخ‭ ‬العراقية‭ ‬الأجواء‭ ‬الأردنية‭ ‬نحو‭ ‬إسرائيل‭  ‬في‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬غزو‭ ‬الكويت‭ ‬العام‭ ‬١٩٩١،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لحياة‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬مسبق‭ ‬لأخذ‭ ‬الحيطة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تنفع‭ ‬عند‭ ‬حدوث‭ ‬الكوارث،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إمكانية‭ ‬عالية‭ ‬لسقوط‭ ‬الصواريخ‭  ‬فوق‭ ‬الأردن‭ ‬مع‭ ‬غموض‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬وقتها‭ ‬بشأن‭ ‬إمكانية‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬الصواريخ‭ ‬تحمل‭ ‬العنصر‭ ‬الكيمياوي،‭ ‬لاسيما‭  ‬الكيمياوي‭ ‬المزدوج‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬العراق‭ ‬قد‭ ‬اعلن‭ ‬امتلاكه‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬نيسان‭ ‬١٩٩٠‭.‬

اليوم،‭ ‬تجري‭ ‬مطالبة‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ايران‭ ‬خاصة،‭ ‬أن‭  ‬يمتنع‭ ‬عن‭ ‬السماح‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬الأراضي‭ ‬او‭ ‬الأجواء‭ ‬العراقية‭ ‬ممراً‭ ‬أو‭ ‬واسطة‭ ‬أو‭ ‬منطلقا‭ ‬لضرب‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬هدف‭ ‬في‭ ‬ايران‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬دولة‭. ‬والعراق‭ ‬يتعهد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناسبة،‭ ‬أن‭ ‬يرفض‭ ‬السماح‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬ممراً‭ ‬لأي‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬ايران،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬الجميع‭ ‬يعلم‭ ‬انّ‭ ‬العراق‭ ‬بلد‭ ‬ضعيف‭ ‬الإمكانات‭ ‬العسكرية،‭ ‬وليس‭ ‬له‭ ‬حول‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬،اذا‭ ‬قامت‭ ‬حرب‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬وايران‭.‬

‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬تعهد‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬للعراق‭ ‬ان‭ ‬لا‭ ‬يجري‭ ‬استخدام‭ ‬الأراضي‭ ‬أو‭ ‬الأجواء‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬اية‭ ‬حرب‭ ‬محتملة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وقبل‭ ‬ساعات‭ ‬أعلنت‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬امتلاك‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬صاروخاً‭ ‬بالستياً‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬أرض‭ -‬أرض،‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ – ‬خيبر‭ ‬شكن‭ – ‬يتجاوز‭ ‬مداه‭ ‬ألفاً‭ ‬وأربعمائة‭ ‬وخمسين‭ ‬كيلو‭ ‬متراً،‭ ‬بما‭ ‬يمكّنه‭ ‬من‭ ‬ضرب‭ ‬أي‭ ‬هدف‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬يعبر‭ ‬ذلك‭ ‬الصاروخ‭ ‬لامحالة‭ ‬الأجواء‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬مهمته‭ ‬الحربية‭ ‬الهجومية،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬تدميره‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهة‭ ‬المقابلة‭ ‬فوق‭ ‬الأراضي‭ ‬العراقية،‭ ‬أو‭ ‬انه‭ ‬قد‭ ‬يتحطم‭ ‬لأي‭ ‬سبب‭ ‬فوق‭ ‬مدن‭ ‬البلاد،‭ ‬ذلك‭ ‬انّ‭ ‬الحروب‭ ‬جميعها،‭ ‬عمياء‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬مبصرة‭.‬

العراق،‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬صراعات‭ ‬وحروب،‭ ‬لا‭ ‬ضمانات‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬اي‭ ‬طرف‭ ‬دولي‭ ‬او‭ ‬اقليمي،‭ ‬بشأن‭ ‬تداعياتها‭ ‬عليه،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬المجهول‭ ‬مطوياً‭ ‬خلف‭ ‬حدودنا‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭.‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com



Most Read

2024-09-24 03:36:53