Muristek
القيادة ولاء وإنتماء وحب – صلاح الدين الجنابي
أغلبُ الزعماءِ السِّياسيينَ البارزينَ إذا لم نقل كلَّهم نسمعُ ونرى منهم يومياً في جميعِ وسائلِ الإعلامِ التَّقليديِّ والألكترونيِّ ووسائلِ التَّواصلِ الاجتماعيِّ ما يتحدثونَ به عن النَّزاهةِ والشَّفافيةِ والعدلِ والإصلاح ومحاربةِ الفسادِ والحكمِ الرَّشيدِ وإنصافِ المظلومينَ، ورعايةِ الفقراءِ والمحتاجين، وتثبيتِ ركائز النِّظام، ودعم القضاء، وترصينِ التَّعليم والبناءِ والإعمار، وضبط السِّلاحِ، ولا نهايةَ لـ(الواو) إذا أردنا كتابةَ كلَّ ما يقولونَ.
السؤالُ المهمُّ والمحوريُّ هنا إذا كانوا متفقينَ على قولِ هذه العباراتِ والمفرداتِ ماهو المانعُ أن يجلسوا على طاولةٍ واحدةٍ ويرسموا صورةً واقعيةً لتطبيقِها على الأرضِ من خلالِ العملِ المخلصِ والوطنيِّ لإيقافِ التَّدهورِ وإنقاذ النَّاسِ من الحيرةِ والتَّشتتِ وعدمِ الثِّقةِ بالمستقبلِ والارتباكِ والخوفِ من جهةٍ وينقذوا أنفسَهم من الحرجِ والتَّاريخِ الذي لا يرحمُ من يتصدَّى ولا يستطيعُ العبورَ بالنَّاسِ إلى برِّ الأمانِ من جهةٍ أخرى، ويُؤكدوا أقوالَهم بالأفعالِ.
وهنا نذَكِّر بحديثِ معلمِنا وقائدِنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ قالَ: إنَّ اللهَ لا ينظرُ إلى صورِكم وأموالِكم، ولكنْ ينظرُ إلى قلوبِكُم وأعمالِكُم.
# القيادةُ فعلٌ وردُّ فعلٍ فإذا كانَ الأولُ يعودُ بالنَّفعِ على الجميعِ فإنَّ الثَّاني يتحولُ إلى مسؤوليةٍ وولاءٍ وانتماءٍ وحبٍ.