Breaking News >> News >> Azzaman


عندما يغيب التخطيط السليم- بروين حميد مجيد


Link [2022-02-07 21:33:34]



بروين حميد مجيد  يكافأ  الإنسان على مايقدمه من عمل أو نشاط وحسب حجمه وفاعليته.. والجزاء من جنس العمل.. مفاهيم كبيرة تنضوي تحت هذا العنوان ونحن نعيش اجواءً استثنائية في ظل فوضى التخطيط والعمل المستقبلي في كل مناحي الحياة.. هذه الفوضى التي أجهزت على الآمال بغدٍ أفضل وأحالت نور النظام والتنظيم ظلاماً دامساً.. اليوم نضع اليد على جرح وكرامة دنست بفعل غياب التخطيط السليم… منحة الصحفيين..  هذا المسمى الذي أصبح كابوساً خانقاً يتمنى الصحفيون أن لايمر بهم وهو يطبق بتجلياته على لحظة انتظار طال أمدها منذ سنين، تلك اللحظة التي أطلقت المسير من جديد لتخبر أهلها بأن الوقت قد حان لقطاف ثمر الجد والمتابعة والاستقصاء والتوثيق، نادى فيها المسؤولون ان الإستحقاق بات في اليد… تنسيقات ومطالبات وإضافات منذ شهور والكل منضوٍ تحت خيمة نقابة الصحفيين… منحة أقرتها وزارة الثقافة وحددت فيها الآليات والمبالغ ليفاجأ الجميع بسيل من التعليمات والإجراءآت.. تارة بتحديد استلامها من الوزارة حصراً وهنا غاب عنها صحفيو الفروع والمخاطر والأعباء التي سيتحملها أولئك في سفرهم من محافظاتهم الى بغداد في عراق عدّ من  أخطر بقاع العالم على الصحفيين في وضع تغلي فيه  مراجل السياسة بكل تشكيلاتها ومسمياتها والضحية دائما هو المواطن…. عادت بعدها وهي تقف موقفاً لاتحسد عليه وألوف مؤلفة ممن بأيديها سلطة رابعة تحتشد وتتدافع من أجل الحصول على مستحقاتها … صورة مؤطرة بالذل.. تحمل الكثير من المضامين التي لو ذكرت لأحدثت شرخاً لاتندمل آثاره بين الطرفين. عادت لتصدر توجيهاً بإستحداث مراكز للتوزيع في محافظات النجف وكركوك والبصرة خصصت لعدد من المحافظات القريبة منها.. وفق آليات متعثرة لاتتسم بالتنظيم والتخطيط السليم  المسبق. تحملت تلك الحشود عناء السفر في وقت يعاني الأغلبية منها الحاجة والعوز.. لكنها سارت بخطوة عريضة وأمل الظفر، إلى تلك المراكز…. لترتطم بصخرة المهانة.. ففي كركوك مثلاً إحتضنت ساحة المفتشية الخارجية الألوف من الصحفيين والأدباء والفنانين منذ الساعات الأولى للإعلان….حيث البرد القارس وزخات المطر.. منظر حفر في ذاكرة صحفيين وفنانين وادباء.. الكل يقف منتظراً… ومشهد المبالغ التي لم تصل لساعات طويلة، والتي لم تغطِ الأعداد احيانا أخرى ماأضطرهم للمبيت وتحمل أعباء إضافية لم تكن في حسبانهم.. كل هذه الإرهاصات التي رافقت رحلتهم المحفوفة بالذل والخطر كانت نتائج طبيعية لتخبط واضح في رؤية سديدة وتنظيم مطلوب.. فالوقت مابين إقرارها وتوزيعها كان كفيلاً بأن يسودها الترتيب والتنظيم والسلاسة… خصوصاً وان الأغلبية كان متوفراً على بطاقة كي كارد  ومبالغ السنوات الماضية كانت  تستحصل عبرها.. إن ماذهبت اليه الوزارة في هذه  الإجراءآت كانت تحت ذريعة  السيطرة على الفضائيين وان البطاقة الذكية قد استحدثت نظام الماستر كي بدلاً عن الكي كارد…. ووو.. غيرها كثير إن ماحصل في مراكز التوزيع بدءً بمقر الوزارة كان شرخاً عميقاً بحق الرواد من الذين أفنوا العمر وهم يقدمون جهودهم ومتابعاتهم  وخلاصة تجاربهم لجيل الشباب خلاصة للمجتمع واستمراراً لعجلة الإعلام بكل فنونه، وكذا الشباب المتطلع إلى المستقبل ممن حمل معه آماله وتجشم عناء السفر من أجل الظفر بمنحته التي غدت محنة حقيقية. قد يكون ماتطرقت اليه موضوعاً تناوله الكثير من الزملاء والزميلات، لكنني عشت التجربة وانا أقف ساعات طويلة في إنتظار وصول المبالغ والبرد والمطر يحيط بي دون سقف أوحتى قاعة أو مكان يقينيهما، إذلال بطعم الندم، فلو كنت أعلم ماذهبت أبداً. ومابين كل هذا وذاك تسافر أمانينا التي غارت بعيداً، هناك في طيات حلم عانق مخيلتنا دائماً بأن الغد هو الأفضل لكننا نصحو فجأة وصخرة تعترض الطريق. أتمنى أن لا أكون قد أثقلت الآذان وأنا أكتب التجربة. وأعود لأقول شكراً لمن سعى في منحنا حقوقنا مرة أخرى فلانكران أبداً بل عرفاناً بالجهود، لكن الذي حصل كان ترتيباً مبعثراً عجولاً فيه الكثير من المطاليب، لكن غلبه ضيق الوقت والتخطيط.

Most Read

2024-09-24 07:31:25