Breaking News >> News >> Azzaman


سيادة العراق ثوب ممزق الأوصال – قتيبة آل غصيبة


Link [2022-02-07 00:13:34]



سيادة العراق ثوب ممزق الأوصال –

ان الدولة في حقيقتها ماهي إلا نوع من التنظيم السياسي والقانوني المتكامل للشعب؛ وان الدولة تتولى حماية امنها وأمن المقيمين عليها؛ وانها تجمع كل عناصر القوة وادواتها التنفيذية (القوات المسلحة والامنية) مما يمنحها قوة مادية تضمن بها تنفيذ القوانين والقرارات بطريقة جادة وحازمة؛ ويرى الكثير من علماء السياسة:(( إن السيادة هي القوة القادرة على تحقيق الوحدة السياسية للدولة المقترنة بالتزام الأفراد المطلق؛ وتعتبر السيادة السلطة الدائمة غير المؤقته التي لاتقبل التجزئة ولا التفويض؛ ولا المنافسة من قبل سلطة أخرى.)). وهذا الأمر ينطبق على جميع الدول مهما اختلف نظام الحكم  فيها.

 إن العراق منذ قرن

  مضى لم يشهد ما يعانيه اليوم من اضطراب وفوضى سياسية أنعكست على جوانب الحياة الاقتصادية والامنية والاجتماعية؛ ورغم كل التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب العراقي؛ إلا انه اصبح مهددا بفقدان كيانه وهويته الوطنية؛ في ظل الاطماع والتدخلات الدولية والاقليمية التي تمزق سيادته ولحمته الوطنية ؛ وان ذلك  سيفضي  الى تقسيمه عرقياً واثنياً بكيانات هزيلة تأكل بعضها بعضا؛ ولا يخفى ان المشروع الامريكي لتقسيم العراق لازال قائما ويسير بخطى وئيدة؛ وفقا لسياقات وأليات  القوة  الناعمة؛ (( القوة الناعمة : هي القدرة على التأثير في الآخرين بحيث يصبح ما تريده هو نفسه ما يريده الخصم، إذ تصبح قيمك وثقافتك ومبادئك وطريقتك في الحياة هي النموذج الذي يود منك الخصم احتذائه؛ وتركز القوة الناعمة على وسائل التأثير الثقافي والفكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي. ))

؛ فرئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالي جون بايدن يعتبر أحد عرابي مشروع تقسيم العراق؛ إذ يعتبر  مقدمة لتقسيم دول المنطقة بموجب مخطط الشرق الاوسط الجديد، ومن المؤكد فإن الولايات المتحدة الامريكية لا يزال الملف العراقي أحد محاور اهتمامها الرئيسية وتتمسك به؛ فهي لا ترغب وفقا لمصالحها ان يكون العراق بلدا موحدا متماسكا قويا ؛ وذلك لضمان سيطرتها على النفط من جهة؛ و تعزيز  امن الكيان الصهيوني من جهة أخرى. إضافة لذلك  فموضوع تمزيق العراق وإفراغه من سيادته ليس ببعيد عن أهداف واطماع دول الجوار وخاصة( ايران وتركيا )؛ فإيران وفقا لعناصر القوة التي اصبحت تمتلكها في العراق؛ جعلت منه الحديقة الخلفية لها؛  وممرها الحيوي للنفوذ الى الشرق الاوسط ودول الخليج العربي؛ وقد ساعدها على تحقيق ذلك تحالف عدد من القوى السياسة الدينية العراقية الموالية لها؛ ولابد من التأكيد هنا أن إيران بسبب دعمها للمشروع الطائفي في العراق؛ وفقا لشعار تصدير الثورة؛ وتدخلاتها المكشوفة بالملف السياسي والامني والاقتصادي الذي بات مزعجا ولا يحظى بتأييد غالبية الشعب العراقي فإنها تساهم وتعجل في  تقسيم العراق؛ فالمكونات الأخرى في العراق تجد نفسها منساقة وراء مشروع التقسيم  كرد فعل تلقائي نتيجة التهميش الذي تتعرض له؛ وان هذا التقسيم للعراق من المؤكد سيضع رحاله ايضا في إيران وباقي دول المنطقة؛ وهذا خطأ استراتيجي كبير على إيران ان تسارع لتفاديه والعزوف عن تصديره للدول الأخرى؛ إن كانت فعلا جادة بالوقوف في وجه قوى (الاستكبار العالمي) كما تدعي؛ وإن  مشروع التقسيم هذا سيدخل إليها من كل الاتجاهات فهي أيضا لها بيئة سكانية متعددة الاعراق والمكونات. وكذا الحال مع تركيا التي تطمح بالنفوذ الى المياه الدافئة في الخليج العربي؛ وهو امر ما كان  ليتحقق لولا انها فرضت وجودها  على بعض القوى السياسية في العراق؛ وممارسة نفوذها الاقتصادي والعسكري فيه؛ فقد كان لخروج اقليم كردستان عن السلطة المركزية للعراق دورا كبيرا في هذا النفوذ والتمدد التركي؛ فالحكومة التركية تتذرع بأن تواجد قواتها في شمال العراق يهدف إلى الحد من نشاط وتهديد عناصر حزب العمال الكردستاني للامن التركي؛ فقد أصبح للاتراك   37موقعا عسكريا يشكل طوقا عسكريا لتركيا على الأراضي العراقية يمتد من جبل قنديل شمال شرق أربيل حتى سنجار غربا مرورا بسهل نينوى؛ يحدوهم ايضا المطامع في استعادة الموصل واربيل وكركوك .

في خِضم كل هذه الاوضاع المضطربة والاطماع الخارجية ؛ أصبح لزاما ان يتخلى السياسيون في العراق عن مصالحهم الفئوية والشخصية ومناكفاتهم السياسية وسعيهم الفاشل وراء الدول والقوى الخارجية؛ التي لاتنظر اليهم إلا  من خلال مصالحها واطماعها بالعراق؛ وان يضعوا برنامجا وطنيا تبنى اسسه على الوحدة الوطنية ويعتمد على مبادئ سيادة الدولة ؛ تكون أولى خطواته تعديل الدستور الذي كان أول حجر عثرة في طريق المشروع الوطني وسيادة العراق؛ وتعزيز سلطة القانون؛ وتوحيد برامج السياسة الخارجية للدولة والخطاب الاعلامي الوطني؛ وحصر السلاح بيد الدولة والقضاء على ظاهرة السلاح المنفلت التي لعبت دورا في إضعاف السلم الاهلي وإشاعة العنف والعبث بأمن الوطن والمواطنين؛

وساهمت في تشويه سمعة العراق في المحافل الدولية؛  كذلك لابد من تفعيل برامج المصالحة الوطنية وإعادة النازحين والمهجرين إلى مناطق سكناهم؛ والتقليص من الامتيازات والهدر بالمال العام؛ وتنشيط الاقتصاد الزراعي والمشاريع الاروائية؛ ودعم الصناعة الوطنية في العراق وخصوصا الصناعات البتروكيمياوية وصناعة الطاقة المتجددة. فمن دون تلك الإصلاحات وتغيير البنية السياسية والخطاب الوطني ؛ سيصبح العراق في خبر كان  … ولات ساعة مندم



Most Read

2024-09-24 09:33:15