Breaking News >> News >> Azzaman


الأدب النسوي.. مضامينه وإشكالياته – أماني النداوي


Link [2022-02-05 23:53:19]



الأدب النسوي.. مضامينه وإشكالياته – أماني النداوي

الإبداع الأدبي موهبة ربانية عقلية يستطيع أن يعبر الإنسان من خلالها عن أفكاره ومعتقداته وقيمه ومشكلاته، عبر قوالب أدبية معروفة من أهمها الشعر والقصة والرواية والمسرحية والمقالة وغيرها، ولا يوجد فرق في الموهبة بين الرجل والمرأة،ولكن  الظروف الاجتماعية السائدة أتاحت للرجال فرصاً أكثر وشهرة أوسع،في ميدان الأدب، كما هو الحال في أغلب مجالات الحياة الأخرى!

ظهر مصطلح الأدب النسوي خلال القرن الماضي،وذلك بعد أن شهدت الساحة الثقافية والأدبية أسماء نسوية لامعة نافست الرجال في الإبداع وغزاة الإنتاج، وتغلبت بعض النساء على الكثير من الرجال في خوض موضوعات مهمة، وطرح مشكلات تخص الحياة الاجتماعية،وبخاصة قضايا المرأة وهمومها وطموحاتها، وذلك من وجهة نظر المرأة،وفي ضوء خبراتها وتجاربها الحياتية!

   مؤيدون ومعارضون!

  الحقيقة أنَّ أغلب النقاد والأدباء لم يتَّفقوا على ماهيّة الأدب النسوي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيِّدٍ ومعارضٍ للمصطلح، ولكلٍّ منهما مسوّغاته، فمثلاً يعلِّل معارضو استخدام مصطلح الأدب النسوي رأيهم في أنه لا يجوز تقسيم الأدب إلى نسويّ وغير نسويّ، لأنَّ الأدب بشكل عام مهمّته الأساسيّة على صعيد الحياة أن يقدِّم مواضوعات تهم المجتمع بأكمله، ولا يجوز تَعْليبه أو تجزئته وقَصْره على المرأة فقط، بينما يرى المؤيِّدون والمدافعون عن هذا المصطلح أنّ هذا الأدب يتمتَّع بخصوصيّة لا يمكن إغفالها أو التَّجاوز عنها في الكتابات التي تنتجها المرأة، مما يجعل من الضَّروري تصنيف كتاباتها في مجالٍ مختلفٍ عن الكتابة الذكوريّة، وعلى ضوءه تتحدَّد القيمة الإبداعيّة للنص النسوي الذي ظلَّ يتمتَّع بكثير من السمات الخاصة، الأمر الذي دفع بعضهم للتشبُّث بالمصطلح على اعتبار أنه أدب مفتوح ومعبِّر عن التجربة الذاتيّة ويهتم بالسرد في كثير من الأحيان، ويسعى بشكل حثيث للتَّعبير عن المسكوت عنه اجتماعيّاً، ويحاول جاهداً أن يتخلَّص مِن سطوة الرَّقابة بكلِّ أنواعها، مدفوعاً بشكلٍ قويٍّ نحو البَوْح المُباشر تارة، أو المتستِّر بالأقنعة تارةً أخرى، ليعبِّر بكلّ جرأة عمّا تعانيه المرأة، فهو سواء أكان نصاً شعرياً أو عملاً روائياً أو قصة، لم يترك باباً إلا وطرقه، ولم يتردد في الخوض في كثير من القضايا الاجتماعيّة والسياسيّة.

يبدو أن هذا المصطلح فيه تجن على أدب المرأة، لأنه يتعامل معه على أنه نوع آخر من الأدب معزول عن المجتمع وقضاياه ، ويرى أنه يحمل مضامين غريبة، فيعزلها عن شراكة الرجل في مواجهة الحياة وقضاياها والواقع ومشكلاته،لكن الواقع أن مصطلح( الأدب النسوي) أصبح متداولاً ومقبولاً في الوسطين الثقافي والأكاديمي،وهو لايمثل امتيازاً نسوياً، ولكنه تعبير عن واقع حال أصبح معترفاً به في ظل تزايد اهتمام المرأة بالشؤون العامة وحصولها على فرص التعليم والعمل والمشاركة السياسية والاجتماعية.

  الأدب النسوي في ميزان النقد

ثمة طرفيّ نقيض فيما يتعلق بالتعاطي النقدي مع الأدب النسوي العربي؛ إذ في وقت ترحّب فيه كثير من الأوساط الثقافية  بأي نتاج نسوي، لا للحفاوة به من حيث الصنعة الأدبية، بل محاولة لإثبات التحضّر أو البرهنة على جدية نوايا الإصلاح من خلال إدراج اسم المرأة كديكور عصري في المشهد الثقافي، أو حتى من باب حسن النوايا للتكفير عن تقصير مجتمعي حيالها، في الوقت ذاته، يذهب الشق الآخر للنظر بعين الريبة ليس للنتاج الأدبي النسوي، فحسب، بل وإلى صاحبته في مرات، من خلال ربطها بأجندات إصلاحية خارجية، أو وضع علامة استفهام على توجهها وسلوكياتها الشخصية في محاولة لإسقاط النص على حياتها الخاصة!

ولكن أمام هذا النوع من الأدب النسوي،يمكن ان نتساءل ما المطلوب من المرأة الأديبة في رسالتها الأبداعية؟..ما الموضوعات والمشكلات التي ينبغي أن تهتم بها وتعالجها؟!

الأدب فضاء مفتوح لكنه يخضع لمعايير المجتمع وتقاليده وقيمه، ومن ثم ينبغي على المرأة المبدعة أن تعبر عن الحقوق والكرامة الإنسانية التي ضمنتها الشرائع السماوية، وبخاصة رسالة الإسلام السمحاء،كما يفترض أن يكون الأدب وسيلة للدفاع عن الحق ورفض الباطل،ومساندة العدالة ومقارعة الظلم!

الأدب النسوي ينبغي أن يهتم بالجوانب التربوية والأخلاقية،ورسم صورة القدوة الحسنة في القول والفعل أمام الأجيال، فالمرأة هي الأم، والأمومة تعني العطاء بدون حدود، والتضحية بدون قيود،والمحبة والحنان والتسامح من أجل خير البشرية وإنقاذها من براثن الظلم والفساد.



Most Read

2024-09-24 09:25:41