Muristek
فم مفتوح .. فم مغلق
لا تصدق العريس في فترة الخطوبة – زيد الحلّي
( لا تصدق العريس في فترة الخطوبة ، ولا المرشح في فترة الدعاية ) …هذا قول لزميلنا المصري جلال عامر، الذي فارقنا الى جنات النعيم في القاهرة ، قبل مدة ، وقد نشره في كتاب له ، وهو قول كما يبدو يشكل حقيقة ، ثابتة شأنا ام ابينا ، فلو اطلعنا على ارقام حالات الطلاق التي تنظر بها المحاكم في عموم البلاد ، لوجدنا إنها تفوق التصوّر ، ففي بعض المحاكم نجد ان من بين خمس حالات زواج ، تقابلها ثلاث او اربع حالات طلاق ، ومعظمها ، او كلها بسبب الوعود التي ينطق بها الخطيب في ايام الخطوبة ، او الزوج في شهر العسل ، ثم تصبح مع اولى ايام الزواج هواء في شبك ، ووعود لا تستند على واقع ، فتبدأ المشاكل ، وتصل الى غرف القضاة في المحاكم ، لتنتهي الى … الطلاق!
والحال ينطبق على السياسيين ، ففي ايام الانتخابات .. كلامهم عسل ، غير ان النتيجة ، نجدها عصائر من البصل .. فوعد بلا وفاء عداوة بلا سبب .. ترى كم شاب في الجامعة او الوظيفة او محل السكن ، وعد زميلته بالزواج ، ثم نكل وعده ، متناسيا خيبات الامل لدى من وعد ، وناسياّ ان الوفاء بالوعد من شيم النفوس الشريفة، ومن العار على الرجل ان يعد ثم لا يفي بما وعد ، وكم صديق اودعناه سرا ، على وعد بعدم افشاءه ، ثم رأيناه شائعا عند الاخرين ، وكم تصريح لسياسي او مسؤول ، بشأن عام ، ثم ظهر للعلن انه مجرد كلام لا يمتلك شيئا من عطر الحقيقة انه مثل وردة من البلاستك … كثيرة هي الوعود التي نسمع بها ، غير انها مثل قول نزار قباني ( خيط دخان ) .. ان من لا يحترم وعده ، لا يحترم نفسه ، هكذا اذن ، الكثير من الأحلام ، والكثير من خيبات الأمل ، والكثير من الوعود ، وفي النهاية ، كُل شيء يتبخر ! ..
ان الوفاء بالوعد له أهمية كبرى ، وهو ضرورة اجتماعية ملحة حتى لا يدخل الانسان في دائرة النفاق، ومعروف ان النفاق هو أن يظهر المرء خلاف ما يبطن، فيظهر الخير ويبطن الشر.. ان الوعد هو أن يقوم الشخص بإبلاغ أنه سوف يفعل شيء معين يخص المستقبل، والوعد أمر لا يمكن أن يقوم به سوى الأشخاص الجادين الملتزمون بكل كلمة تخرج من فمهم مهما كان الأمر صعب عليهم..
Z_alhilly@yahoo.com