Breaking News >> News >> Azzaman


تحديد متحورة أكثر حدة لفيروس الإيدز تصيب الشاذين جنسياً


Link [2022-02-05 14:01:29]



واشنطن‭-(‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬حدّد‭ ‬باحثون‭ ‬متحورة‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬لفيروس‭ “‬إتش‭ ‬آي‭ ‬في‭” ‬المسبب‭ ‬لمرض‭ ‬الإيدز‭ ‬بدأت‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬هولندا‭ ‬في‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬علمي‭ ‬نادر‭ ‬ينبغي‭ ‬ألا‭ ‬يثير‭ ‬الخوف‭ ‬بسبب‭ ‬العلاجات‭ ‬المتوافرة،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أكدوا‭.‬

وشدد‭ ‬كريس‭ ‬وايمانت‭ ‬الباحث‭ ‬واختصاصي‭ ‬علم‭ ‬الأوبئة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬اكسفورد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المتحورة‭ ‬تتجاوب‭ ‬مع‭ ‬العلاجات‭ ‬المتاحة‭ ‬راهنا‭ ‬وانتشارها‭ ‬يتراجع‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2010‭. ‬وأكد‭ ‬المعد‭ ‬الرئيسي‭ ‬للدراسة‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ “‬ساينس‭” ‬العلمية،‭ “‬لا‭ ‬داعي‭ ‬للهلع‭”. ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الاكتشاف‭ ‬قد‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬أفضل‭ ‬لفيروس‭ “‬إتش‭ ‬آي‭ ‬في‭” ‬وكيفية‭ ‬مهاجمته‭ ‬للخلايا‭. ‬وتظهر‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬فيروس‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يتطور‭ ‬ويصبح‭ ‬أكثر‭ ‬حدة،‭ ‬وهي‭ ‬فرضية‭ ‬علمية‭ ‬أجريت‭ ‬عليها‭ ‬دراسات‭ ‬واسعة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬النظري‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتوافر‭ ‬أمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬عنها‭ ‬حتى‭ ‬الان‭. ‬وكانت‭ ‬المتحورة‭ ‬دلتا‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬مثالا‭ ‬اخيرا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفرضية‭. ‬وحدد‭ ‬الباحثون‭ ‬109‭ ‬أشخاص‭ ‬مصابين‭ ‬بهذه‭ ‬المتحورة‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬أربعة‭ ‬فقط‭ ‬خارج‭ ‬هولندا،‭ ‬في‭ ‬بلجيكا‭ ‬وسويسرا‭. ‬وكانت‭ ‬غالبية‭ ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬يقيمون‭ ‬علاقات‭ ‬مثلية‭ ‬وبعمر‭ ‬مماثل‭ ‬للأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يصابون‭ ‬بالفيروس‭ ‬عموما‭.‬

وتطورت‭ ‬المتحورة‭ ‬نهاية‭ ‬الثمانينات‭ ‬وخلال‭ ‬التسعينات‭ ‬وباتت‭ ‬عدواها‭ ‬تنتقل‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬الالفية‭. ‬وهي‭ ‬تتراجع‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2010،‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬بفضل‭ ‬جهود‭ ‬هولندا‭ ‬لمكافحة‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭.‬وسميت‭ ‬المتحورة‭ “‬في‭ ‬بي‭” (‬VB‭).‬

‭ ‬500‭ ‬تحول‭ ‬

يسجل‭ ‬فيروس‭ “‬إتش‭ ‬آي‭ ‬في‭” ‬تطورا‭ ‬مستمرا‭ ‬بحيث‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬مصاب‭ ‬يحمل‭ ‬نسخة‭ ‬مختلفة‭ ‬بشكل‭ ‬طفيف‭ ‬عن‭ ‬مصاب‭ ‬آخر‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬لذلك‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬عادة‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬المتحورة‭ ‬المكتشفة‭ ‬تتضمن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬تحول‭.‬واوضح‭ ‬كريس‭ ‬وايمانت‭ ‬أن‭ “‬رصد‭ ‬متحورة‭ ‬جديدة‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬لكن‭ ‬إيجاد‭ ‬متحورة‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬خصائص‭ ‬غير‭ ‬اعتيادية‭ ‬ليس‭ ‬طبيعيا‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬حدة‭ ‬أكبر‭”.‬

وحدد‭ ‬أول‭ ‬شخص‭ ‬يحمل‭ ‬هذه‭ ‬المتحورة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1992‭ ‬والأخير‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2014‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬باحثين‭ ‬آخرين‭ ‬حددوا‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬الآخرين‭ ‬المصابين‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭.‬

وبعد‭ ‬تلقي‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬العلاج‭ ‬المناسب‭ ‬لم‭ ‬يظهروا‭ ‬أي‭ ‬خطر‭ ‬لإصابتهم‭ ‬بمضاعفات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬الآخرين‭. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬مرد‭ ‬حدة‭ ‬الفيروس‭ ‬الأكبر‭ ‬هذه؟

يقاس‭ ‬تطور‭ ‬المرض‭ ‬عموما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدد‭ ‬الخلايا‭ ‬اللمفاوية‭ ‬التائية‭ ‬سي‭ ‬دي‭ ‬4‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬إذ‭ ‬يستهدف‭ ‬الفيروس‭ ‬هذه‭ ‬الخلايا‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬المناعي‭.‬

وتبين‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أصيبوا‭ ‬بالمتحورة‭ ‬لديهم‭ ‬عدد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ “‬سي‭ ‬دي‭ ‬4‭” ‬مقارنة‭ ‬بالآخرين‭ ‬لدى‭ ‬التشخيص‭ ‬مع‭ ‬تراجع‭ ‬أسرع‭ ‬بمرتين‭ ‬أيضا‭.‬

واستنادا‭ ‬الى‭ ‬حسابات‭ ‬الباحثين‭ ‬فإن‭ ‬المصاب‭ ‬بالمتحورة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬تلقيه‭ ‬العلاج،‭ ‬سيصل‭ ‬إلى‭ ‬عتبة‭ ‬350‭ ‬خلية‭ ‬لمفوية‭ ‬تائية‭ “‬سي‭ ‬دي‭ ‬4‭” ‬لكل‭ ‬ميكروليتر‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬للمرضى‭ ‬الآخرين‭.‬

وكانت‭ ‬الشحنة‭ ‬الفيروسية‭ ‬أي‭ ‬كمية‭ ‬الفيروس‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬لدى‭ ‬المصابين‭ ‬بهذه‭ ‬المتحورة‭ ‬أعلى‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬أيضا‭. ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حدة‭ ‬المتحورة،‭ ‬أظهر‭ ‬الباحثون‭ ‬أن‭ ‬سرعة‭ ‬انتقال‭ ‬العدوى‭ ‬أكبر‭ ‬أيضا‭. ‬وقد‭ ‬درسوا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬العوامل‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬النسخ‭ ‬المختلفة‭ ‬للفيروس‭ ‬لدى‭ ‬المرضى‭ ‬المصابين‭. ‬

وتبين‭ ‬أن‭ ‬النسخ‭ ‬كثيرة‭ ‬التشابه،‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬إلى‭ ‬الظن‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬متاحا‭ ‬للفيروس‭ ‬لإحداث‭ ‬تحولات‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينتقل‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭.‬

‭ ‬فحوص‭ ‬التشخيص‭ ‬مهمة‭ ‬

واورد‭ ‬عالم‭ ‬الأوبئة‭ ‬كريستوفر‭ ‬فرايزر‭ ‬أحد‭ ‬معدي‭ ‬الدراسة‭ “‬تظهر‭ ‬نتائجنا‭ ‬أهمية‭ (..) ‬خضوع‭ ‬الأشخاص‭ ‬المعرضين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرهم‭ ‬للإصابة‭ ‬بانتظام‭ ‬لفحوص‭ ‬للسماح‭ ‬بتشخيص‭ ‬مبكر‭ ‬يليه‭ ‬علاج‭ ‬سريع‭”.‬

ويقف‭ ‬هذا‭ ‬الباحث‭ ‬وراء‭ ‬مشروع‭ “‬بيهايف‭” ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬بيانات‭ ‬عن‭ ‬مرضى‭ ‬في‭ ‬ثماني‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬هولندا‭. ‬واستخدمت‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬وسمحت‭ ‬بهذا‭ ‬الاكتشاف‭.‬

واستحدث‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬لتحليل‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬حد‭ ‬يمكن‭ ‬لتحولات‭ ‬الفيروس‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬الذي‭ ‬يصاب‭ ‬به‭ ‬الشخص‭.‬

ففي‭ ‬الماضي،‭ ‬كان‭ ‬الفرق‭ ‬في‭ ‬خطورة‭ ‬المرض‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬لآخر‭ ‬يعزى‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬قدرة‭ ‬النظام‭ ‬المناعي‭ ‬على‭ ‬التصدي‭.‬

وتعذر‭ ‬على‭ ‬الباحثين‭ ‬معرفة‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬تحولات‭ ‬الفيروس‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬حدة‭ ‬المتحورة‭ “‬في‭ ‬بي‭” ‬الأكبر‭ ‬وتحديد‭ ‬آلية‭ ‬حصول‭ ‬ذلك‭. ‬لكنهم‭ ‬يأملون‭ ‬أن‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬دراسات‭ ‬مقبلة‭.‬

وقال‭ ‬كريس‭ ‬وايمانت‭ “‬يشكل‭ ‬الاكتشاف‭ ‬تنبيها‭. ‬علينا‭ ‬ألا‭ ‬نعتبر‭ ‬أن‭ ‬الفيروس‭ ‬سيتطور‭ ‬ليصبح‭ ‬أقل‭ ‬خطورة‭”.‬

وقد‭ ‬تفيد‭ ‬هذه‭ ‬الخلاصة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬النقاشات‭ ‬الحالية‭ ‬حول‭ ‬كوفيد‭-‬19‭.‬



Most Read

2024-09-24 11:37:16