Muristek
السياسة بين التحليل والوصف – صلاح الدين الجنابي
وصف المشهد السياسي هو المهيمن على الاعلام المرئي والمسموع والمقروء والوصف وحده لايمكن ان يضيف أو يخلق قيمة تسهم في حل المشكلات أو تفكيكها أو الايحاء بقرارت أو اجراءات تسهم في تفكيك الازمات أو تحديد مسارات مضيئة للاتفاق أو الخروج من عقد الاختناق لان الوصف يستطيع القيام به اصحاب الاختصاص ومن يتشبه بهم وكذلك المتابعين والمهتمين ولكن الذي لا يستطيع القيام به كل هؤلاء سوى الخبراء (الذين يمتلكون المعارف والمهارات والاتجاهات) هو التحليل السياسي الذي يمكن ان يفضي الى حلول واقعية عملية أو مقترحات أو اشارات لفتح ثغرات تساعد على اعادة التدفق وتحويل الانسداد الى تقارب واتفاق أو قناعة وقبول.
التحليل السياسي المنتمي أو المستقل أو الوطني يحاول تبني اطروحة تنعكس ايجابيا على رؤيته للمستقبل ورضا أو قبول أو قناعة على الشركاء الاخرين، وهذا الدور لا يستطيع إحكام قواعده الا الذي يتمتع بمهارات تمكنه من اضافة قيمة أو خلق قيمة جديدة تسهم في اعادة الجريان واطلاق الافكار العملية والمرضية للمتفاوضين، وهذا يشير الى الفرق الكبير بين المحلل السياسي بكل ما يحمل من عمق وقدرة على تفكيك المشهد واعادة تشكيلة بطريقة تفاعلية وتقديم ما يساعد على الخروج من الازمة وبين الواصف السياسي الذي يكتفي بوصف المشهد الذي قد يؤدي الى تعقيده أو ارسال رسائل سلبية تزيد الضبابية والرمادية التي نحتاج الى الخروج منها.