Breaking News >> News >> Azzaman


مفارقات صيغت بقوالب شعرية – حسين الصدر


Link [2022-02-03 00:33:18]



مفارقات صيغت بقوالب شعرية – حسين الصدر

-1-

قال الشاعر :

يبشرني الهلال بنقص عمري

وأفرحُ كلّما هلّ الهلالُ !

انّ كل يوم يقطعه الانسان من عمره انما هو أَكْلٌ من رأس المال يدفعُ به  ويقّرُ به الى أَجَلِهِ ورحيله عن سطح هذا الكوكب .

ومع ان هذه الحقيقة لا يُنكرها أحد ، ترى الناس يستبشرون بطلوع الهلال واطلالة شهر جديد عليهم ناسين انّ هذه الإطلالة تقربهم من فراق ما يُحبون..!!

-2-

قال ابو العتاهية :

أصبحت الدنيا لنا فتنةً

والحمد لله على ذالكا

قد أجمعَ الناسُ على ذمّها

ولا أرى منهم لها تاركا

تكمن المفارقة في أنَّ من يذم الدنيا وينعتها بأبشع الأوصاف لن يحيد قيد أنملة عن التشبث بها وبكل حيلة ووسيلة

-2-

ومن المفارقات الواضحة :

انّك ثد تبتعد عن انسان معيّن وتحاذر أشد الحذر مِنْ أنْ يكون لك صاحباً وصديقاً ..

وحين يُكسر الطوقُ وتبدأ المشوار معه باللقاءات المُفضية الى علاقة متميزة، تشعر بأنه نعم الصديق، وتتمنى لو كنتَ قد اتخَذْتَهُ صديقاً من أول الامر وهذا يعني :

ان الحدوس والتخمينات والظنون كثيراً ما تأتي مغايرة للواقع .

قال الشاعر :

ولي صاحبٌ ما كنتُ أهوى أقترابَهُ

فَلَمَا التقينا كانَ أكرمَ صاحبِ

يعزُّ علينا أنْ يُفارقَ بَعَدَما

تمنيتُ دهراً أنْ يكون مُجانِبي

-4-

وقال الصافي النجفي :

أحُبكَ لكنْ ما أراك تُحبُني

فكيف ادّعوْا أنَّ القلوبَ شواهد ؟

من المتعارف عليه بين الناس انّك اذا ما أخبرت أحداً بحبك له أجابكَ القلوب شواهد .

ومعنى ذلك :

انه يحبك ايضا

ولكن المفارقة التي سجلها الصافي هنا هو أنه محبٌ لصاحبه ولكنَّ صاحبه العاق لم يكن محبّاً له ..!!

وهذا ما يسمى بالحب من طرف واحد .

انّ أفضل صيغ التعايش الاجتماعي هي صيغة التواد حيث تكون المودة القاسم المشترك الأعظم بين المتعايشِينَ

ولكنَّ نَزْغَ الشيطان من جانب ، والعُقد النفسية الكامنة في أعماق بعض الناس من جانب آخر ،

وما تُشيعه الدوائر المعادية لتمزيق الصف الوطني من أخبار كاذبة وادعاءات باطلة من جانب ثالث، عوامل تتضافر على اختطاف المودة من القلوب، لتُوقع العداوة والبغضاء بينهم بدلاً من المحبة والاخاء .

وهنا يكمن الخطر ويعظم الحذر خشية من الوقوع في الفخ .

-5-

انّ من أكبر ما يُرهب الاعداء هو التواد والوئام والانسجام بيننا،

ومن هنا تدور دوائر مكرهم وخبثهم وغدْرهم وتكثر أعداد أبواقهم الضالة المضلة لايقاع الشقاق والفتنة .

وهنا تكمن الكارثة .



Most Read

2024-09-24 13:30:06